نصوغ من لاعج الأشواق ألحانا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نصوغ من لاعج الأشواق ألحانا لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة نصوغ من لاعج الأشواق ألحانا لـ ميخائيل خير الله ويردي

نَصوغُ مِن لاعِجِ الأشواقِ أَلحانا

وَغادَةُ الفَنِّ تَسلونا وَتَنسانا

كَأَنَنَّا لَم نَبِت وَالسَّعدُ ثالِثُنا

عَلَى المَلَذّاتِ وَالآلآمِ خُلاّنا

وَلَم نُسامِر نُجومَ اللَّيلِ في فَلكٍ

مُغَرِّدٍ كانَ بِالآمالِ مُزدانا

فَسَل نَدِيَّ الهَوى العُذرِيِّ كَم فَتَنَت

حَبيبَةُ الرُّوحِ أسماعاً وَأَذهانا

وَابعَث لَها قُبلَةً يَسري بِها أَرَجٌ

وَقُل لِعَهدٍ مَضى حَدِّث بِما كانا

وَغَنِّ بِالذِّكرَياتِ الباعِثاتِ بِنا

طيبًَ الحَياةِ وَخلِّ الرّاحَ وَالحانا

يا صاحِبَ الفَنِّ إِنَّ الدَّهرَ فَرَّقَنا

وَالحُبُّ يَبعَثُ في المَفتونِ نِيرانا

وَأََنتَ تُرسِلُ غيداً تَرتَدي نَغَماً

كَأَنَّها أَعينٌ تَرنو لِنَجوانا

فَهَل تُعيدُ لَنا ما ضاعَ مِن أَمَلٍ

في حُبِّنا الفَنِّ أَم تَرثي لِبلوانا

كَم مِن عَظيمٍ أَتى لِلنّاسِ مُعجِزَةً

وَذاقَ مِن وَجَعِ الحُسّادِ أَلوانا

وَكَم قَلائِدَ لَم تُدرَك مَحاسِنُها

كَالتِّبرِ عاشَت وَلَمّا تَلقَ عِرفانا

وَلَم نَكُن ريشَةً تَلهو الرِّياحُ بِها

لِنُنكِرَ الآنَ إِعجازاً وَتِبيانا

وَأنتَ تُبدِعُ مِن فِكرٍ وَمِن وَتَرٍ

رَوائَعَ الفَنِّ أَلحاناً وَأَوزانا

تُمَثِّلُ الكَونَ بِالألحانِ مُتَّخِداً

مِن كُلِّ عاطِفَةٍ حَسناءَ بُرهانا

كَم آلةٍ مِن جَمادٍ في يَدَيكَ شَدَت

آيَ العَنادِلِ إِبداعاً وَإِتقانا

وَأَنتَ تَسقي بِها السُّمّارَ راحَ نُهىً

وَشارِبُ ما ينَفَكُّ ظَمآنا

وَالفَنُّ غادَةُ مَن لا غيدَ تُؤنِسُهُ

كَاكِ مِنهُنَّ تَعذيباً وَنُكرانا

فَرُب عاطِفَةٍ مَكبوتَةٍ بَدَعَت

فَنّاً وَما أَنجَبَت حُوراً وِوِلدانا

آَمَنتُ بِالفَنِّ فَهوَ الرُّوحُ حَلَّ عَلَى

زَهرِ الرُّبى فَغّدا المَحزونُ فَرحانا

لَولاهُ ما سَرَحَت بِالفِكرِ فاتِنَةٌ

وَلا مَحَت مِن حَنايا النَّفسِ أَشجانا

وَلا رَأَيتُ المُنى كَالرّاحِ صافِيَةً

وَلَم أَعِش بِالهَوى الرُّوحِيِّ نَشوانا

تَقولُ مُوحِيَتي وَالكَأسُ في يَدِها

كَأَنَّها مُزِجَت رَوحاً وَرَيحانا

أَراكَ أَظرَفَ مُفتَنٍّ فَواعَجَبي

إِن كُنتَ تَرفُضُ ما أَرضاهُ أَحيانا

فَقُلتُ يا مَن مَلَكتِ الرُّوحَ فانصَرفَت

عَن كُلِّ مُغرٍ وَرامَت مِنكِ تحَنانا

لا عَدَّني الفَنُّ شَمساً في كَواكِبِهِ

إِن لَم أُعَظِّم لَهُ بَينَ الَورى شانا

كَم يَرشُفون الطِّلى مِن ثَغرِ فاتِنَتي

وَأُنفِقُ العُمرَ بالحِرمانِ وَلهانا

وَيَبتنَونَ قًصوراَ يَمرحونَ بِها

وَأَبتَني مِن بَقايا الرَّوضِ عيدانا

جاوَرتُ رّبّي بِآياتي وَهُم تَخِذوا

مِنَ اللَّذائِذِ وَالأَطماعِ جيرانا

فَخَلَّدَ الدَّهرُ ما سَطَّرتُ مِن أَثَرٍ

وَزالَ ما سَطَّروا زُوراً وَبُهتانا

فَلَيتَ مَن مَحَّصوا آثارَنا جَعَلوا

لِقيمَةِ المَرءِ مِقياساً وَميزانا

يا صاحِبَ الفَنِّ دَعهُم في عَمايَتِهِم

فَصاحِبُ المالِ لا يُطيهِ مَجّانا

وَإِن سَألناكَ هَل أُوتِيتَهُ هِبَةً

وَهَل خَلَقتَ لَهُ طِبعاً وَوِجدانا

فَقُل هُوَ الرُّوحُ أَعطاني لأُعطِيَكُم

وَدَعكَ مِمِن قَضَوا بِالمالِ إِحسانا

وانظُر إلى الوَردِ وَالأشواكُ جِيرَتُهُ

أَلَم يَكُن سَيداً في الرَّوضِ جَذلانا

حارَت عُقولُ المَها في حُسنِ ذاتِ نُهى

أَذكَت بِقَلبٍ لَها ما وَلَّهَ البانا

فَيا مَهاةً مِنَ الجَنّاتِ مُقبِلَةً

قَد حَرَّكَت في الرِّياضِ الغُنِّ أَفنانا

وَأنشَدَت لَحنَها بَينَ العِبادِ فَما

تَمالَكوا أَن شَدَوا لِلهِ شُكرانا

أَنَّى يَحُطُّ بِكِ التَّرحالُ لَن تَجِدي

إِلا هُتافاً وَتَصفيقاً وَآذانا

يا صاحِبَ الفَنِّ إِن جُزتَ الحَياةَ وَلَم

تَنَل مِنَ الأرض ما أَعطَت سُلَيمانا

فَأَنتَ تَعلَمُ أَنَّ المَجدَ مُنبَثِقٌ

مِنَ الحَقائِقِ فَالبَسَ تاجَك الآنا

فَكُلُّ تاجٍ إِذا كانَت لآلِئُهُ

فَنًّا جَميلاً يَرى الأعداءَ أَعوانا

قومٌ بِمَجدِ الدُّنى عاشوا أَباطِرَةً

وَأَنتَ عِشتَ لِمَجدِ الفَنِّ إِنسانا

ما ضَرَّ لَو أَنصَفَت دُنياكَ فَانتَصَرَت

لِحَقِّكِ الباهِرِ المَهضومِ أَزمانا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نصوغ من لاعج الأشواق ألحانا

قصيدة نصوغ من لاعج الأشواق ألحانا لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي