نطق بارمور لا تزدنا بيانا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نطق بارمور لا تزدنا بيانا لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة نطق بارمور لا تزدنا بيانا لـ عبد المحسن الكاظمي

نطق بارمور لا تَزِدنا بيانا

حَسبُنا ما أَبنته وَكَفانا

ما شَكَكنا وَللشكوكِ مَجالٌ

بِكَ حَتّى تَزيدنا إيقانا

أَنتَ أَدرى بأنَّنا بك أَدرى

فَاِختبر غيرنا وَجرّب سِوانا

لَم تَكُن أَنتَ أَوَّل القَوم ظلما

في قَضايا البلاد أَو عدوانا

لَم تكن أَنتَ أَوّل القَوم حَبي

ذاً لهضم الحقوق واِستِحسانا

قَد رأَينا جراي قبلك يجري

في مَيادين وَهمه جريانا

مطلقاً للخيال منه عَناناً

حَيثما أطلق الخَيال العنانا

حاسِباً وَالحِساب غير صَحيح

إِن رَمانا من حالق أَصمانا

إِن قَبِلنا للمُبصرين اِعتِذاراً

فَحَقيق أَن نعذر العُميانا

وَلَقَد ضلّ بالخطيبين إفك

كرزن متقن له إِتقانا

نَحنُ لَم نرج أَن يرينا طموع

مستبدّ غير الَّذي قَد أَرانا

طالَما ظلّ يحسب الفوز حَتّى

كذب اللَه ذَلِك الحُسبانا

وَلكم ظلّ يرقب النصرَ حَتّى

عادَ فينا اِنتصاره خذلانا

يَومَ فبراير عد اليوم ذِكرى

ربّ ذِكرى أَهاجَتِ الأَحزانا

لَم تزدنا تلك التَصاريح عِلماً

بِالَّذي لمّحوا بهِ أَزمانا

إِن هَذا الَّذي أَساءَ حَديثاً

هُوَ ذاكَ الَّذي قَديماً سانا

ما لَبِثنا يَوماً وَلا بعَض يَوم

بل لَبِثنا السنين رهن جوانا

نَشتَكي لِلزَمان مِمّا نُعاني

ثُمّ نَشكوا لما نُعاني الزَمانا

وَلَقَد كادَ يَنقَضي نصف قرن

لم نكد فيه ندرك الأقرانا

هَل رأَينا مستعمرين أَقاموا الص

صدق يَوماً وَقاوَموا البُهتاتا

قَد تَمادى المُستعمرون فضلّوا

وَتَناسوا اليونان وَالرومانا

جهلوا خادعين أَنّا علمنا

أَن عزّ المَخدوع كان هَوانا

قَد بلوناهم فَكانوا وَبالاً

وبلا الخير كلّه من بلانا

وَقطعنا بهم سنيناً عجافاً

قطعوها بنا سنيناً سمانا

حملوا الرغد وَالهَناء سُروراً

واِحتَمَلنا الهموم وَالأَشجانا

يَتَمَشّون رافلين وَنَمشي

في قيود تَمشي بنا رسفانا

فَإِذا أَخرتهم عثرات

قدّمونا من دونهم قربانا

وَإِذا ما تَدافَعَت مرديات

دَفَعونا وأَغمضوا الأَجفانا

معشرٌ عمّروا الخراب وَلَكِن

لا خَراباً أَبقوا وَلا عمرانا

جرّبونا عَزائماً لامِعات

في رؤوس أَمضى سنانا سنانا

هَدَموا شيبنا بقولة زورٍ

فَبَنَينا الكهول وَالشبّانا

وَرَموا عزّنا بسهم ضلالٍ

فَوقانا من سهمه ما وَقانا

عاهَدونا عَلى الجَلاء وَآلوا

أن يراعوا اليَهود آناً فآنا

وَعَدونا ستينَ وَعداً وَزادوا

في عهودٍ وأَغلظوا الأيمانا

أيّ عهدٍ رعوه أَم أَيّ وعدٍ

تمّ إِنجازه لنا فرعانا

لَيسَ يَنسى الناسون حكم أناس

كان من أَمر حكمهم ما كانا

دفَعونا إِلى الحَضيض وَقالوا

دونَكم فاِسكنوا النجوم مَكانا

وَتملّوا بكلّ شيء وَلَكِن

جَعَلوا حظّ أَهلهِ الحِرمانا

سائلوا ذلك الَّذي أَسكَتوه

وَأَقاموا عنه فماً وَلِسانا

لَو عَلى قدر وجده فاه يَوماً

لاِستَحالَت أَفواهه نيرانا

إِن يَكُن صامِتاً وغير مبين

فمن الصمتِ ما يَكون بيانا

أَينا في الوَرى أحبّ إِلَيهِ

أَفتاهم محبّب أَو فتانا

هُوَ أَهل لنا وَجار عَزيز

إِن تعدّوا الأَهلين وَالجيرانا

سجّلوا عاجلَ الهلاكِ لمصر

إِن محوا من سجلّها السودانا

كَيفَ تمحى تلك الحُقوق اللَواتي

أَثبتتها أَموالنا وَدمانا

ضَيّعونا وَضيّعوا كلّ عهدٍ

قَطَعوه لِيَحفَظوا الأَقطانا

أَخَذوا نيلها وَأَعطوا سَرابا

لا عَليلا يطفي وَلا حرقانا

ما الَّذي تَستَفيد مصر إذا ما

قيل مصريّها قَضى ظمآنا

فرّقوا روحها وَهَل قيل روح

رضيت أَن تفارق الجُثمانا

لا يَخاف الأيّام من حثّ يَوما

فتيات القطرين وَالفتيانا

أَو يَخشى ضياع حقّ ذووه

يَحفَظون الإِنجيل وَالقُرآنا

ضَمِنَت نصرها بلاد بنوها

يرثون الثَبات والإيمانا

أَفنَحيا كَما نريد وَفيما

عَمدوا لاِبتلاعهِ مَحيانا

أَيريدون أَن نظلّ عَبيداً

وَإباء الأَحرار كان إبانا

أَم يريدون أَن نسيل نُفوساً

لِيَسيلوا اللجين وَالعقيانا

لَو دَرى المستبدّ قدر المَزايا

لَتناسى الأَطماعَ واِستبقانا

وَلَنالوا بنا وَهم أَصدقاء

غير ما نولوا وهم أَعدانا

لا تحولوا ما بين تلك وَهذي

هَذه أَرضنا وَتلك سمانا

إن نَويتم أَن تَرحَلوا بعد حين

عَن قُرانا فَذَلِكَ الحين حانا

اِرحَلوا عَن مواطِن قَلقات

وَاِطمَئنّوا بغيرها اِطمئنانا

اِتركوا عندنا لكم خيرَ ذِكرى

أَن تَسيروا بالخير من ذكرانا

اِتركونا نَتوبُ عنكم وَنَعفو

يَوم لا توبة وَلا غفرانا

ذِكرُنا خالد مَدى الدهرِ باقٍ

ذاكرُ المَكرُمات لا يَنسانا

سَيظلّ الجِهاد في مصر دينا

بِمَزاياه يَفتن الأَديانا

سَيَظَل الثَبات كالطودِ مَهما

سدّد الكيد سهمه فرمانا

سَتظلّ الهمّات معتليات

في مَجالِ اِعتلائها كيوانا

سَتظلّ الكفاح منها سجالا

أَو يطاطون دونَها إِذعانا

سَتظلّ الأَوطانُ معتَصِمات

بِبَنيها أَو يَنقذوا الأَوطانا

سَتظلّ البلدانُ متّحداتٍ

أَو يردّوا لأهلها البلدانا

لَيسَ بُنيان مكدنلد براسٍ

حيثُ زَغلول ينقضُ البُنيانا

لَيسَ برهان مكدنلد بموه

حيث زَغلول يدعم البُرهانا

إِن تَولّى علاجنا من سقامٍ

غير سعدٍ فَداؤُنا مِن دوانا

كلّ ركن واهٍ إِذا قيل فينا

غير سعدٍ يشيّد الأَركانا

إِن سَعداً أَقوى اِعتزاما وَأَعلى

رتبةً في العلا وَأَعظَم شانا

ثابِروا واِعجلوا الخطى وأعدّوا

من يروم النَجاح لا يَتَوانى

شرح ومعاني كلمات قصيدة نطق بارمور لا تزدنا بيانا

قصيدة نطق بارمور لا تزدنا بيانا لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها خمسة و سبعون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي