نطوي الليالي علما أن ستطوينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نطوي الليالي علما أن ستطوينا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة نطوي الليالي علما أن ستطوينا لـ السري الرفاء

نَطوي اللَّيالَي عِلْمَاً أن سَتَطوِينا

فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا

وتَوِّجي بكؤوسِ الراحِ أيديَنا

فإِنما خُلقَت للرَّاحِ أيدينا

قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت

شَمائلَ البانِ من أعطافِه لِينا

تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما

أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا

فلستُ أدري أتَسقِيَنا وقد نَفحَت

روائحُ المِسكِ منها أو تُحيِّينا

قد ملَّكَتنا زِمامَ العَيشِ صافيةً

لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسلِينا

ومُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا

حُسناً ويَقتُلُنا دَلاً ويُحْيِينَا

تَفَتَّحَت وَردتَا خَدَّيهِ مِن خَجَلٍ

وزِيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا

ما زالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدنِّانِ لنا

حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا

لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا

شَزْراً تيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردينا

نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً

تَسبي ريَاحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا

وما نُبالي بِذَمِّ الأغبياءِ إذا

كانَ اللَّبيبُ من الأقوام يُطرِينا

ورُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدها

إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا

الوارثُون كِتابَ اللِه يَمَنحُهم

إرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا

والسابِقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم

عِتقُ النِّجار إذا كلَّ المُجارُونا

قومُ نُصلِّي عليهمِ حينَ نَذكُرُهم

حُبّاً ونَلعَنُ أَقواماً مَلاعينا

إذا عَددنا قُرَيشاً في أباطحِها

كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا

أغنَتهُمُ عَن صِفاتِ المادحِين لهم

مدائحُ اللهِ في طَه ويَاسِينا

فلستُ أمدحهُم إلا لأرغِمَ في

مَدْحِيهمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا

أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ

ثَوَى الحُسينُ به ظمآنَ آمينا

كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً

تُطوَى على الجَمْرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا

مهلاً فما نَقضُوا أوتارَ والدِه

وإنما نَقَضُوا في قَتلهِ الدِّينا

آل النبِيِّ وجَدْنا حُبَّكم سَبَباً

يَرضَى الإلهُ به عنَّا ويُرضِينا

فمَا نُخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا

ولا نُنادِيكُمُ إلا مَوالينا

وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم

يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا

ومن عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه

واللهُ يرميه عنا وهو يرمينا

إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد

أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادينا

وكيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ

يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نطوي الليالي علما أن ستطوينا

قصيدة نطوي الليالي علما أن ستطوينا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي