نعمان يا صاح فتى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نعمان يا صاح فتى لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة نعمان يا صاح فتى لـ أحمد الكاشف

نعمانُ يا صاحِ فتىً

ذو حسب ونسبِ

قضى بفوز زمن ال

درسِ ودَوْرَ الطلبِ

حتى ارتقى في الشرع وال

شعر وعلم الأدب

وكل فن نافعٍ

مثقف مهذب

من غابر وحاضر

في عجم وعرب

لكنه لا يعرف ال

سعي وطرق المكسب

بما لديه يكتفي

من الأقلِّ الأقرب

إن أبصر التاج برأ

س جاهل لا يغضب

أو هضم الدهرُ الظلو

م حقه لا يتعب

أو وجد الصاحب عن

ه معرضاً لا يعتب

ومالَ مرجانَ مبا

حاً نهبُهُ لا يَنْهَبِ

لغير وقع الوعظ في

فؤاده لم يطرب

سميره يراعه

وراحه في الكتب

ينظر في فعل العبا

د والزمان القُلَّب

مقارناً أيامه

بسالفات الحقب

فتارة في راحة

وتارة في تعب

يبدو السرور مرة

في وجهه كالكوكب

ومرة يعلوه مُغْ

بَرُّ الأسى كالغيهب

وقد تراه ناهضاً

كالقسور المضطرب

ثم يميلُ واهناً

مستسلماً للعطب

حيَّرَ بالَ أهلِه

وقومه والصحب

لم يعلموا لمدهشا

ت أمره من سبب

هذا يقول علَّهُ اعْ

تَلَّ بداءٍ عصبي

وذا يظن أنه

صريع بنت العنب

وذا يقول صاده

لحظ غزال ربرب

وغير هذا كله

داءُ الفتى المكتئب

ووالداه يبكيا

نه بدمعٍ سرِب

ويندبان حظَّه

في عمره المنتهب

والده يقول يا

ولي عهد منصبي

نعمان يا أرشد أب

نائي وبدء عقبي

يا معقل الأسرة بع

دي عند وقع الكرب

أصابني الدهر وما

أمرّه إن يُصِبِ

عدمت فيك عضداً

أرجوه عند النوب

وأمه تقول يا

نعمان يا معذبي

قضيت فيك العمر أر

جو منك نيل أربي

وأن أراك رجلاً

بين الرجال النجب

لدى الأمير فائزاً

منه بأسمى الرتب

عساي أنسى ما مضى

من سهر ونصب

فلم أجد منك سوى

شواغلاً برّحن بي

فلم يحل عن أمره

نعمان أو ينقلب

كانت له قريبة

ذات ذكاء عجب

باهرة الجمال غض

ضَةُ الشباب القشب

أتت حِماهُ مرة

زائرة في رجب

فساءها أمر الفتى

شأن القريب الطيِّبِ

وحاولت كشف خفي

ي سرِّه المستَغرَب

فدخلت غرفته

كالشمس لم تحتجب

وسلَّمت وعن سوى

إشفاقها لم تُعرِب

وسألته شرْحَ حا

له المخيف المرهب

فقال يا نعمى رأي

ت أمتي في وصب

خائبة المسعى وَسَعْ

يُ خصمِها لم يخب

وأمره في صعَدٍ

وأمرها في صبب

وكل فرد ذاهب

في الغيّ كل مذهب

مشتغل عن الحمى

بلهوه واللعب

إذا دعاه للمتا

ب مرشد لم يتب

حتى إذا الخصم سطا

بويله والحرب

باتوا أمام هوله

ديكاً أمام ثعلب

واستنجدوا بالكلب أو

بالقط أو بالأرنب

وغفلوا عن أسد

مستيقظ مقترب

يرعاهم بمقلة

ساهرة لم تغب

من يدعه لنصرة

على العدو يُجِب

حتى قضى عليهم ال

خصم بشر الكرب

مشتفياً بضربهم

مستأثراً بالسلب

من منهم لم يمتلئْ

رعباً ومن لم يَشِب

من يرضَ بالذل هوى

ومن أباه يهرب

فلا أرى فيهم قُوَىً

على العدو المذنب

ولا أرى فيهم هوىً

إلى الإله والنبي

وصار يبكي مثلما

يبكي صغار المكتب

إن يسمع الصخر أني

نَهُ الأليم يَذُبِ

قالت له يفديك يا

نعمان أمي وأبي

العيش بحر والورى

فيه كجيش لَجِب

والمرء من كابد في

تياره والعَبَب

حتى يصير دَرِباً

يسبق كل دَرِب

وقد أراك غارقاً

في موجه المضطرب

لا صحة تملكها

ولا قليل نشب

هب أن قومك استفا

قوا من خمار الرِيَب

واتقدت غيرتهم

على الحمى كاللهب

وحاولوا تخليصه

من ذلك المغتصب

وانتخبوك سيداً

لعمل منتخَب

فهل إليه ترتقي

بالسبب المنقضب

وإن دعوك قائداً

تسوس أمر الموكب

فكيف تدبيرك في

أمر القنا والقضب

أو آنسوا منك خطي

باً ذا لسان ذَرِب

فما ترى وأنت لم

تعتد مقام الخُطَب

نعمان دع هذا الذهو

ل والخمولَ اجتنب

واسع إلى الصحة وال

مجد وجمع الذهب

ليقتدي بك الذي

ن أصبحوا في سغب

حالك أصلح يا نصو

ح ثم أحوال الغبي

بنفسك ابدأ ثم في

إصلاح قومك ادأب

شرح ومعاني كلمات قصيدة نعمان يا صاح فتى

قصيدة نعمان يا صاح فتى لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ثمانية و ثمانون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي