نعم يبشر بدؤها بتمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نعم يبشر بدؤها بتمام لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة نعم يبشر بدؤها بتمام لـ ابن دراج القسطلي

نِعَمٌ يُبَشِّرُ بَدْؤُها بِتَمامِ

فَتْحُ القُدُومِ ونُصْرَةُ الإِقْدَامِ

وُدِّعْتَ مَحْمُوداً وَصَلْتَ مُظَفَّراً

فاقدَمْ بِطِيبِ تحيَّةٍ وسَلامِ

والبَسْ بِعِزَّةِ مَنْ سَعَيْتَ لِنَصْرِهِ

تاجَ الجلالِ وحُلَّةَ الإِعْظَامِ

واسْعَدْ لِعِزِّ الدِّينِ والدُّنيا مَعاً

واسلَمْ لنَصْرِ اللهِ والإِسلامِ

وَعْداً عَلَيْهِ أَن يُتِمَّ عَلَى الورى

بكَ أَنعُماً موصولَةً بِدَوَامِ

قَرُبَتْ عَلَيْكَ منَ الأَعادِي غايَةٌ

قَدْ طالما بَعُدَتْ عَلَى الأَوْهامِ

وسَلَلْتَ سيفَ اللهِ طالِبَ ثأْرِهِ

من آلِ جالُوتٍ ونَثْرَةِ حامِ

ورَفَعْتَ أَعلامَ الهُدى فِي جَحْفَلٍ

كالليلِ تَحْتَ كواكِبِ الأَعْلامِ

بِسَوَابِقٍ رَفَعَتْ شِراعَ خوافِقٍ

كالفُلْكِ فِي آذِيّ بحرٍ طامِ

يَسْتَرْجِفُ الإِسراجُ عِزَّ نفوسِها

حَتَّى تَسَكِّنَهُنَّ بالإِلْجامِ

وأُسُودِ غابٍٍ مَا تَلَذُّ حَياتَها

حَتَّى تُدِيرَ بِهَا كؤوسَ حِمامِ

مُتَنازِعِي مُهَج العُدَاةِ كَأَنَّما

يَتَنَادَمُونَ عَلَى رَحيقِ مُدَامِ

مُسْتَقْدِمِينَ إِلَيْهِمُ بِأَسِنَّةٍ

أَوْلى من الأَرْوَاحِ بالأَجْسامِ

هَتَكُوا بِهَا حُجُبَ التَّرَائِبِ فاصْطَلَتْ

أَحشاؤُها جَمْرَ الوطيسِ الْحامِي

وقواضِبٍ نَبَذَتْ إِلَيْكَ لتَتْرُكَنْ

هامَ الأَعادِي لِلصَّدى والهامِ

سُرُجٍ لِدِينِ الحَقِّ إِلّا أَنَّها

كَسَتِ الضَّلالَ دياجِيَ الإِظْلامِ

بَرَقَتْ عَلَى الأَعْدَاءِ غَيْرَ خَوَالِبٍ

فِي عارِضٍ لِلْمَوْتِ غَيْرِ جَهامِ

فكأَنَّما اسْتَسْقَوْا حَياهُ وَقَدْ رَأَوْا

أَنَّ الصَّوَاعِقَ فِي مُتُونِ غَمامِ

حَمَلُوا قُلُوبَ الأُسْدِ نَحْوَكَ فانْثَنَوْا

مستبدِلينَ بِهَا قُلُوبَ نَعَامِ

من كُلِّ مُنْتَهِكِ المحَارِمِ بارِزٍ

بِدَمٍ عَلَى الإِسلامِ غيرِ حَرَامِ

لم يَعْبُدُوا الأَصْنامَ إِلّا أَنَّهُمْ

عَبَدُوا الغُرورَ عبادَةَ الأَصْنامِ

كم فِي بُرُودِ عَجاجِها من مُفَرَشٍ

ظَهْرَ الصَّعِيدِ مُوَسَّدٍ بِسَلامِ

أَشْمَسْتَهُ عَفَرَ التُّرَابِ ورُبَّما

حَطَّ الرَّوَاسِيَ من فُرُوعِ شِمامِ

وسَطَا الرَّغَامُ بأَنْفِهِ ولطالما

غَادى أُنوفَ الدينِ بالإِرْغَامِ

دامِي اللَّبانِ كَأَنَّ مَفْحَصَ نَحْرِهِ

وَجَناتُ مُعْوِلَةً عَلَيْهِ دَوَامِ

فَغَدا الثَّرى رَيَّانَ من دَمِهِ ومِنْ

دَمْعٍ عَلَيْهِ بالقَضَاءِ سِجَامِ

جَزَراً لأَيْسارٍ منَ البَيْدَاءِ لا

يَسْتَقْسِمُونَ عَلَيْهِ بالأَزْلامِ

حَتَّى إِذَا صابَتْ بِقُرٍّ وانْثَنَى

ثَمَرُ الغِوَايَةِ مُؤْذِناً بِصِرَامِ

ورَمَتْ أَكُفٌّ بالصَّوارِمِ والقَنا

كَيْما تَمُدَّ إِلَيْكَ بِاسْتِسْلامِ

وتَيَقَّنَ الإِسلامُ عَوْدَةَ رَحْمَةٍ

تُبْرِي من الأَوْصابِ والأَسْقامِ

وتنسَّمَ الظَّمْآنُ رَوْحَ مَشارِبٍ

يُشْفَى بِهِنَّ غليلُ كُلِّ أُوَامِ

نَفِسَ النَّجاحَ عَلَيْكَ مَنْ أَقْسامُهُ

من فَوْزِ قِدْحِكَ أَوْفَرُ الأَقْسامِ

وهَفَتْ بِهِ خُدَعُ الظُّنُونِ وَلَمْ يَزَلْ

حَسَدُ القرابَةِ طائِشَ الأَحْلامِ

فَدَنا لِغِرَّةِ مُنْتَواكَ وَقَدْ خَلَتْ

من أُسْدِهِنَّ مَرَابِضُ الآجَامِ

ودَعَا السَّوَامَ إِلَى حِماكَ وَلَمْ تَغِبْ

إلّا لِتُبلي دونها وتحامي

فبرى العداةُ لرميِ ظلِّك أسهُماً

خابَتْ وصائبُها لأَخْيَبِ رَامِ

هل يَنْقِمُونَ سِوى سَجِيَّةِ حافِظٍ

حقَّ الأَواصِرِ واصِلِ الأَرْحامِ

سَهِدِ الجفونِ طويلِ آناءِ السُّرَى

عن أَعْيُنٍ تَحْتَ السُّجُوفِ نِيامِ

أَوْ يَحْسُدُونَكَ رُتْبَةً فَليَرْتَقُوا

فَالشَّمْسُ فِي جَوِّ السماءِ السَّامِي

أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً يَسُوؤُكَ ذِكْرُهُ

فاللهُ ناقِضُ ذَلِكَ الإِبْرَامِ

فاسْعَدْ بما اخْتارَ الَّذِي فِي أَمْرِهِ

خَيْرُ القضاءِ وأَيْمَنُ الأَحْكَامِ

ولَئِنْ وَنى قَدرٌ إِلَى أَجَلٍ فَلا

عَدَمُ الصَّوَابِ ولا نُبُوُّ حُسامِ

ونَبِيُّنا لَكَ أُسْوَةٌ فِي رَدِّهِ

عن أَرْضِ مَكَّةَ مُعْلِنَ الإِحْرامِ

فأَثَابَهُ الفتحَ القريبَ وبَعْدَهُ

تصدِيقُ رُؤْيَاهُ لأَوَّلِ عَامِ

والعَوْدُ أَحْمَدُ مَا لأَوَّلِ لَيْلَةٍ

يَبْدُو هِلالُ الأَفْقِ بَدْرَ تَمامِ

وكَفَاكَ مَنْ وَطِئَتْ خُيُولُكَ مِنْهُمُ

كِيوَانَ واصْطَلَمَتْ سَنَا بَهْرَامِ

وجَعَلْتَ سَيْفَكَ ماثِلاً لنفوسِهِمْ

يَحْتَثُّها بخَوَاطِرِ الأَوْهَامِ

وتَرَكْتَ هادِرَهُمْ بِغَيْرِ شقاشِقٍ

رَهْباً وغارِبَهُمْ بغَيْرِ سَنامِ

وتَرَكْتَ فَلَّ ذِئابِهِمْ وضِباعِهِمْ

مُتَرَقِّبِينَ لِكَرَّةِ الضِّرْغَامِ

هَلْ ينظُرُونَ سِوى تأَلُّقِ حاجِبٍ

لِلشَمْسِ يَصْدَعُ ثَوْبَ كُلِّ ظلامِ

أَوْ يُوجِسُ السَّمْعُ النَّذِيرَ بِمُنْذِرٍ

ضَرِمَ العَجَاجِ مُصَمِّمَ الصَّمْصامِ

مَلِكٌ إِذَا أَلْقى رواسِيَ بَأْسِهِ

كَفَلَتْ لَهُ بِزَلازِلِ الأَقْدَامِ

قادَ العُلا بِزِمَامِ كُلِّ فَضيلَةٍ

واقْتادَهُ الرَّاجِي بِغَيْرِ زِمَامِ

فَاَبْشِرْ فَقَدْ نَبَّهتَ نائِمَةَ المُنى

ونَظَمْتَ دِينَ اللهِ خَيْرَ نِظامِ

وقَرَرْتَ عَيْناً بِالَّذِي قرَّتْ بِهِ

عَيْنُ الزَّمَانِ وأَعْيُنُ الإِسْلامِ

قَمَرٌ يُنِيرُ عَلَى بَنانِ يَمِينِهِ

شهبُ القَنا وكواكِبُ الأَقْلامِ

وَرِثَ الجُدُودَ مَناقِباً ومساعياً

تَرَكتْ كِرامَ الأَرْضِ غَيْرَ كِرَامِ

وعُلاً تَحَلَّتْ بالسَّناءِ وتَوَّجَتْ

بالمَكْرُماتِ مَفارِقَ الأَيَّامِ

باهى بِهِ الأَمْلاكَ أَعْلى مُنْجِبٍ

ونَماهُ للآمالِ أَكْرَمُ نامِ

فاسْتَنَّ فِي الحُسْنى بأَهْدى مُرْشِدٍ

وائتَمَّ فِي العَلْيا بِخَيْرِ إِمامِ

فَهُوَ الجديرُ بأَنْ يُؤَكَّدَ عَقْدُهُ

فِي حِفْظِ عهدِ وسائِلِي وذِمامِي

وأنا الجديرُ بأَنْ أُشِيدَ بِحَمْدِهِ

نَغَماتِ أَوْتارٍ وشَدْوَ حَمامِ

وأُجَهِّزَ الرُّكْبانَ طَيِّبَ ذِكْرِهِ

زاداً إِلَى الإِنْجادِ والإِتهَامِ

حَتَّى تَفُوحَ لَكَ الجَنائِبُ والصَّبا

بِثَنائِها من مُعْرِقٍ وَشَآمِي

وجَزَاءُ مَا آوَيْتَ وَحْشَ تَغَرُّبِي

وفَسَحْتَ رَوْضَكَ لارْتِعاءِ سَوَامِي

وفَعَمْتَ لي بَحْرَ الحياةِ مُبادِراً

بحياةِ ذابِلَةِ الكُبُودِ ظَوَامِي

وبَسَطْتَ لي وَجْهاً كَسَفْتَ بِنُورِهِ

كُرَبَ الجَلاءِ وَخَلَّةَ الإِعْدَامِ

وَوَجَدْتُ ظِلَّكَ بَعْدَ يأْسِ تَقَلُّبِي

وَطَنَ الرَّجَاءِ ومَنْزِلَ الإِكْرَامِ

فكَأَنَّ وجهَكَ غُرَّةُ الفِطْرِ الَّذِي

وافى بِفِطْرِيَ بَعْدَ طُولِ صِيامِي

وكَأَنَّ ظِلَّكَ لَيْلَةُ القَدْرِ الَّتِي

كَفَلَتْ بأَجْرِ تَهَجُّدِي وقِيامِي

ولْتَعْلَمِ الآفاقُ أَنَّكَ مُنْعِمٌ

حقّاً وأَنِّيَ شاكِرُ الإِنْعامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نعم يبشر بدؤها بتمام

قصيدة نعم يبشر بدؤها بتمام لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي