نعى الحجة الناعي بصرخة ناعق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نعى الحجة الناعي بصرخة ناعق لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة نعى الحجة الناعي بصرخة ناعق لـ جعفر الحلي النجفي

نَعى الحجة الناعي بصرخة ناعق

لَكَ السُوء يا ناعي جَميع الخَلائق

تبصر خَليل هَل تَراها تَدكدكت

مَغارب هذا الدَهر فَوقَ المَشارق

وَلِلشَمس فَانظر هَل تَراها مُضيئة

عَلى الناس أَم عيقت ذكاً بِالعَوائق

سَلام عَلى الإِسلام مِن بَعد كَهفه

فَقَد وَدع الدُنيا وَداع مَفارق

أَيَمضي وَيَبقى الدَهر لا كانَ إِن مَضَت

مِن الجسم رُوح وَهوَ مِن بَعدِها بقي

فَيا لَيت بَعد الحجة الغَيث لاهمى

وَلا شَقَ نَفح الريح عَرنين ناشق

وَلا طابَ في الحَي المَقام لحاضر

وَلا أَرقلت بِالسَفَر نجب الأَيانق

وَلا سَقيت أَرض العراقين بَعدَه

وَلا صدقت فيها مخيلة بارق

وَلَيتَ السَحاب الجون إِن هِيَ أَرعدت

فَلا مطرت في الأَرض غَير الصَواعق

تَرحل مِن شاد السرادق لِلهُدى

فَأَصبَح بَيت المَجد واهي السرادق

عَجبت لِقَوم يَحملون سَريره

فَقَد حَملوا ثَهلان فَوق العَواتق

سروا وَبنات النَعش مِن دُون نَعشه

فَقل كَيفَ نالتهُ الوَرى بِالمَرافق

وَقَد اَتبعته المسلمون بلطمها

كَأَيدي قيون تابعت بِالمَطارق

فَمن راجف قَد أَلزَم القَلب كَفه

يسكِن بِالشلاء رَوعة خافق

كَأَن أَباه المُصطَفى في سَريره

مشال وَقَد شاهَت وُجوه الخَلائق

تَرى خَلفه للأَدمُع الحُمر صبغة

كَأَن بِتلك الأَرض وَرد الشَقائق

فَيا شاهق البَيت الرَفيع وَلَم أَخل

بِأَن الرَدى يَلقيك مِن فَوق شاهق

وَيا مَن هُوَ الحامي حَقايق أَهله

إِذا عَددوا يَوماً حماة الحَقايق

شفاهك لَم تَترك مَقالاً لِناطق

إِذا هَدرت في العلم هَدر الشَقاشق

هَنيئاً لَكَ الفَردوس يا اِبن زَعيمها

وَحور تناجيهن فَوقَ النَمارق

وَأَصبَحت في أَهل زَكوا وَعَشيرة

فَحيوك بِالبُشرى تَحية عاشق

وَحفوا جَميعاً فيكَ حينَ اَتيتهم

ولَم يَبقَ مِنهُم لا تَقي وَلا نَقي

هُم القَوم قَد كانوا مَصابيح لِلوَرى

وَكَم نَظموا مِن درة في المَخانق

وَقَد زَهَت بَينَ الأَنام رِياضهم

كَما قد زَهى لِلناس رَوض الخَلائق

وَإِن علي القَدر للعلم باقر

تَرى الكُل مهدياً لَهُ قَول صادق

كِرام إِذا داعي المَكارم قَد دَعا

جَروا حينَ تَكبو الناس جرية سابق

إِذا رَوهنوا في حلبة أحرزوا المَدى

وَأَحيوا لَنا ذكر الوَجيه وَلاحق

تَرى مِنهُم في العلم جد مُمارس

إِذا لَعبت أَقلامهم بِالمَهارق

إِذا شَمروا للمعضلات فَهم هم

نَجاة لِمَخلوق وَقُرب لِخالق

تَزور مُلوك الأَرض أَعتاب دارهم

فَيلثمها مِن مؤمن وَمُنافق

يَطيلون في الأَعتاب مَهوى سُجودهم

فَتحسبها قَد كلست بِالمَفارق

فَما اِحتَوَت الدُنيا وَلا الشَمس أَشرَقَت

عَلى مثلهم لا لا ورب المَشارق

إِذا أَنزَل المَلهوف حاجته بِهم

تَراموا إِلَيها كَالسِهام الموارق

تَرى الطفل مِنهُم مرهقاً لِعَدوه

وَأَن سَنيه دُون سن المَراهق

فَصبراً أَبا المَهدي لا ريع بَيتكم

فَأَنتُم أَمان الخَلق مِن كُل طارق

مُلوك بَني الدُنيا بجنبك سوقة

يَغضون خَوفاً مِنكَ خزر الحَمالق

لِأَنك كَالشَمس المُضيئة إِن بَدا

محياك أخفى ضوؤه كُل شارق

وَمن قاس فيكَ الناس أَخطأ رُشده

وَهَل مِن قِياس صَح مَع أَلف فارق

أَهل قيست الآرام يَوماً بِضيغم

وَهَل شبه الطَير البغاث بِباشق

فَما كانَ خفاق الجَناح بِصائد

وَلا كُل جرار العنان بسابق

فَيا وسع الرَحمَن ضيق قَرارة

بِها علوي ذرعه غَير ضايق

وَلا طفه الباري بِنسمة لُطفه

وَحياه صوب العَفو في كُل شارق

شرح ومعاني كلمات قصيدة نعى الحجة الناعي بصرخة ناعق

قصيدة نعى الحجة الناعي بصرخة ناعق لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي