نعيمك أن تزف لك العقار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نعيمك أن تزف لك العقار لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة نعيمك أن تزف لك العقار لـ ابن حمديس

نَعِيمُكَ أنْ تُزَفَّ لك العُقَارُ

عروساً في خلائقها نِفَارُ

فإن مُزِجت وجدتَ لها انقياداً

كما تنقادُ بالخُدَعِ النّوَارُ

رأيتُ الراحَ للأفراح قطباً

عليه من الصَّبُوح لها مَدَارُ

إذا ضَحِكَتْ لُمْبِصِرِها رياضٌ

بواكٍ فَوْقَها سُحُبٌ غِزارُ

كَأَنَّ فروعها أيدٍ أَشارتْ

بأطرافٍ خواتِمُها قِصارُ

ولم أرَ قبل رؤيتها سيوفاً

لِجَوهَرِهِنَّ بِالهَزِّ انتِثارُ

ولا زنداً له في الجوِّ قَدْحٌ

مكانَ شرارها هَمَتِ القِطارُ

وقائدةٍ إلَيكَ مِنَ القناني

كَميتاً جُلّها في الدَّنِّ قارُ

تَروحُ لِسُكرِها بِكَ في عِثَارٍ

فَتَحمَدُهُ إِذا ذُمَّ العثارُ

إذا مُزِجتْ لِتَعْدلَ في الندامى

تَطَايَرَ عن جوانِبِها الشرارُ

وقلتُ وقد نظرتُ إلى عُجابٍ

أثغرُ الماء تَضحَكُ عنه نارُ

نَلقَ مَهَاة عيشك من مَهَاةٍ

وزينتها القلادةُ والسّوارُ

تُمَرّضُ مُقْلَةً ليصحَّ وَجْدٌ

تَوَارَى في الضُّلوعِ له أُوَارُ

ويَفتَنُ شَخْصَكَ المرمِيَّ منها

فتورٌ بالملاحةِ واحْوِرارُ

وخُذ ماءً منَ الياقوتِ يَطفو

له دُرَرٌ مُجَوَّفَةٌ صغارُ

يريك حديقةً من ياسَمينٍ

تَفَتّحَ وَسْطَها لَهُ جُلّنارُ

إذا فتحَ المزاجُ اللَّونَ منها

مضى وردٌ لها وأتى بَهَارُ

فَقَد طَردَ الكرى عنّا خطيبٌ

رفيعُ الصَّوتِ مِنْبَرُهُ الجدارُ

ورقّ ذماءُ نَفْسِ الليل لمَّا

تَنَفَّسَ في جوانبهِ النهارُ

أدِرْ ذَهَبَ العقار لِنَفْيِ هَمٍّ

ولا تحزنْ إذا ذهبَ العَقَارُ

فَلِلمَعروف فِي يُمْنى عَليٍّ

غِنىً لا يُتَّقى معَهُ افتِقارُ

هو المَلِكُ الَّذي اضطَرَبَتْ إِلَيهِ

بِقُصّدهِ الخضارمُ والقفارِ

تَرَفّعَ من معاليه مَحَلّا

له في سَمْكِهِ الدريُّ جارُ

وأعْرَقَ في نجارٍ حِميَرِيٍّ

فطابَ الفرعُ مِنهُ والنجارُ

وَما زَالوا بِأَنواعِ العَطايا

لَهُ يُمنى تُجاوِدها يَسارُ

تعمّ الوفدَ من يده أيادٍ

كَأَنَّ البحرَ من يَدِهِ اختِصارُ

ويسمحُ زنده بِجُذىً تَلَظّى

إذا زندٌ خبا وَوَهَى العفارُ

وإن وهبَ الألوفَ وهنَّ كُثْرٌ

تقدَّمَ قبلهنَّ الإعتذارُ

عَظيمُ الجدّ يُضربُ مِن ظُباهُ

وَيُطعَنُ مِن أَسِنَّتِهِ البوارُ

يسيرُ وخلفه أبطالُ حربٍ

على حَوضِ المنونِ لهم تَبَارُ

إذا أضحى شعارُ الأُسدِ شَعْراً

فمن زَرَدِ الدروع لهم شِعارُ

وقد وَسِعَتْهُمُ الحلقاتُ منها

وَأَحمَتهُنَّ للهَيجاءِ نارُ

يَخوضُ حَشى الكريهَةِ مِنهُ جَيشٌ

نُجومُ سَمائِهِ الأسَلُ الحرارُ

بِحَيثُ تَغورُ من قِمَمِ الأَعادي

جَداوِلُ بالأَكُفِّ لَها انفِجارُ

إِذا لَبِسَت سَماءٌ مِنهُ أَرضاً

دَجاها فَوقَهُ نَقعٌ مثارُ

تُريكَ قَشاعِماً في الجوِّ منها

حوائمَ كلَّما ارتَكَمَ الغبارُ

حُسامُكَ نُورُ ذِهنِكَ فيه صَقْلٌ

وَعَزْمُكَ في المضاءِ له غرارُ

لَقَد أَضحى على دينِ النَّصارى

لِدينِ المسلِمينَ بِكَ انتِصارُ

حَمَيتَ ذِمارَهُ بَرَّاً وبَحراً

بمرْهَفَهٍ بها يُحمى الذِّمارُ

أراك اللّهُ في الأعلاج رأياً

لَهُم مِنهُ المَذَلَّةُ والصَّغَارُ

رَأَوا حَربِيَةً تَرمي بِنِفطٍ

لإخمادِ النفوسِ له استعارُ

كأنّ المُهْلَ في الأنبوب منه

إلى شَيِّ الوجوه له ابتِدارُ

إذا ما شكّ نحرُ العلجِ منه

تعالى بالحِمام له خُوَارُ

كأنَّ مَنافسَ البُركانِ فيها

لأهوالِ الجحيمِ بها اعتبارُ

نحاسٌ ينبري منه شُواظٌ

لأرواحِ العلوجِ بِه بَوَارُ

وما لِلماءِ بالإطفاءِ حُكْمٌ

عَلَيهِ لَدى الوقودِ ولا اقتِدارُ

فَرَدَّ اللَّه بأسَهُمُ عَلَيهمْ

فَرِبحُهُمُ بِصَفقَتِهم خَسارُ

وخافوا من مناياهُمْ وفرّوا

فدافعَ عن نُفوسِهِمُ الفِرارُ

وقد جعلوا لهم شُرُعَ الشواني

مَعَ الأَرواحِ أَجنِحَةً وطاروا

وهل يَلقى مُصادَمَةً حَصاهم

جِبالاً سَحقُها لَهُمُ دَمارُ

لِيَهنَكَ أنَّ مُمتَنِعَ الأماني

لِكَفِّكَ في تَناوُلِها اختِيارُ

لَكَ الفُلْكُ الَّتي تَجري بِسَعْدٍ

يدورُ به لك الفَلَكُ المُدَارُ

تَهبُّ له الرياح مُسَخَّراتٍ

وتَسكنُ في تَحركها البحارُ

وما حَمَلتْهُ من أنواع طيبٍ

فَمَدْحٌ عَرْفُهُ لَكَ وافتِخارُ

أَمَولانا الَّذي ما زال سَمحاً

إِلَيهِ بِكُلِّ مَكرُمَةٍ يُشارُ

أرى رسمي غداً بيدي كرسمٍ

عَفَا وَعَفَتْ له بالمحلِ دارُ

وكانَتْ لى شُموسٌ ثم أَضحَت

بدوراً والبدورُ لها سرارُ

وبين سناهُما بَوْنٌ بعيدٌ

وذا ما لا يُرَادُ به اختبارُ

وَجَدتُ جَناحَ عُصفورٍ جناحي

فَأَصبَح لِلعقابِ به احتِقارُ

فلي نَهْضٌ يجاذبُني ضَعيفٌ

أَتَنهَضُ بي قَوادِمُهُ القصارُ

فَرُدَّ عَلَيَّ موفوراً جناحي

وإلّا لا جَنَاح ولا مَطَارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نعيمك أن تزف لك العقار

قصيدة نعيمك أن تزف لك العقار لـ ابن حمديس وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي