نفائح ورد أم ربا طيبة إذا
أبيات قصيدة نفائح ورد أم ربا طيبة إذا لـ محمد بن قمر الدين المجذوب

نَفَائِحُ وَردٍ أم رَبا طَيبَةٍ إِذَا
تَضَوَّعَ فِى الآفاقِ حُسناً وَحَبَّذَا
أَمِ الصَّبُّ أََدناهُ الغَرامُ لَعَلَّ ذَا
أَنَفحَة مِسكٍ أَم شَذَارَ رَوضَةٍ شَذَا
أمِ ابتَسَمَت لَيلَى فَفاحَ لَنا العَرفُ
أَضَاءَت لَنا الآفاقُ مِن فَرطِ حُسنِها
وأظلَمَ ذَاكَ النُّورُ أَيضاً لِضَنِّها
مَتى تِعِدُ المُضنى تُشِيرُ بِجَفنِها
وَلَمعَةُ بَرقٍ أَم ضِياءٌ جَبِينِها
تَقَطَّعَ مِنهُ النُّورُ إِذ تَتَلَطَّفُ
هُما مُذ أَرَانِى الطَّيفَ أَهتَزُّ نَشوَةً
أَييتُ وَأمسِى بالغَرَامِ تَعِلَّة
أقُولُ إِذا هَبَّ النَّسِيمُ سُحَيرَةً
فَذَانِكَ قَد زَادَا سُرُورِى مَسَرَّةً
وَزَالاَ كُرُوبِى وَاضمَحَلَّ التَّخَوُّفُ
بقَلبى وُلُوعٌ تَيَّمَتهُ وَأفرَطَّت
ظِبا المُنحَنى عَنهُ تَدَانَت وَأبعَدَت
وَلاَ سِيَّما إِن جازَ وَفدٌ تَراكَمَت
تُحَرِّكُ قَلبى نَسمَةُ الحَىِّ إِن أَتَت
بِوَادِ عَقِيقٍ وَالدُّمُوعُ تَهَتَّفُ
لَقَد كُنتُ أُمسِى ثُمَّ أُصبشحُ لاَثِمِ
ضَرِيحَ رَسُولٍ مالَهُ مِن مُلاَئِمِ
وَمُذ بانَ جِسمِى إِنَّنى فِى عَظَائِمى
فَيا طالَمَا كُنَّا هُناكَ بأَنعُمِ
وَوَصلٍ وَأُنسٍ وَالزَّمانُ مُصَرِّفُ
أَقَمتُ بهم أيَّامَ عُمرِىَ رَائِداً
وَفِى كُلِّ وَقتٍ أَجتَنى الثَّمرَ شاهِدَا
رَمانِى زَمانِى ثمَّ دَهرِىَ بالرَّدَى
فأَصبَحتُ بَعدَ الوَصلِ عَنهُم مُبَعَّدَا
وَأَخبارُهُم عَنِّى تَقِلُّ وَتَضعُفُ
فَياجائِزاً نَحوَ الأَحِبَّةِ زَائِراً
تَحَمَّلَ مِنى يَومَ تَاتِى مَعاذِراً
وَعُد بالهَنا قُل لِى أَتَيتُكَ مُخبِراً
فَهَمِّىَ مَقرُونٌ فَقُل لِى مُبَشِّراً
أَعِندَكَ مِن أخبارِهِم ما يُخَفِّفُ
فَوَاللهِ قَلبِى مُغرَمٌ وَأَثِيرُهُ
وَوَاللهِ فى جفنِى غَذاً لاَ أُدِيرُهُ
مَتَى يَعطِفَن رَبِّى لِمَن ضاعَ صَبرُهُ
لَقَد رَاعَ قَلبى مَن بِطَيبَةَ قَبرُهُ
بِحُسنٍ حَوَاهُ حارَ فِيهِ المُوَصِّفُ
دَعُونِىَ يا عُذَّالُ ألهَجُ بِالجَوَى
أُعَذِّبُ قَلباً بالغَرَامِ قَدِ اكتَوَى
فَمذ لَبَّتِ الأَروَاحُ رُوحِى لَهُ هَوَى
تَعَشَّقتُ فِيهِ قَبلَ أَن أعرِفَ الهَوَى
فَلاَ تَسأَلَن مِن بَعدِ ما صِرتُ أعرِفُ
بِقَلبى غَرامٌ ثُمَّ جَفنِى بِحُبِّهِ
وَما لَذَّ لِى غَيرُ الحَبِيبِ وَحُبِّهِ
فَفى طُولِ عُمرِى أَستَلِذُّ بِقُربهِ
أَنامُ بهِ وَاستَيقِظَنَّ بِحُبِّهِ
وَيَعرِفُهُ قَلبى وًلُبِّىَ وَالطَّرفُ
لَهُ الرَّبُّ حَبَّا وَالأَنامُ تَتابَعَت
فَرَنَّت وَأرنَت بالحَبيبِ وَأطرَبَت
بِذلِكَ تَرجُو دَفعَ نارِ تَسَعَّرَت
حَبِيبٌ سَباكُلَّ القُلوبِ فأَصبَحَت
لِرُؤياهُ حَقًّا يا فَتى تَتَشَوّفُ
تَدَثَّرَ في أثوَابِ عشزّ تَدَثرَا
وَأُفرِغَ دَن الحُبِّ فِيهِ فَفَاخَرَا
لَهُ الحسنُ قَد أضحى رِدَاءً وَمِئزَرَا
تَزَمَّلَ فِى ثَوبش الجَمالش تَدَثُّرَا
وَفِى حُلَلٍ مِنهُ غَدَا يَتَلَحَّفُ
بهِ اللهُ أَهدَانا طَرَائِقَ وَحيهِ
وَأسعَفَنا لِلحَقِّ مِن يُمنِ سَعدِهِ
وَمِن قَبلُ كُنَّا فِى ضَلاَلٍ وَغَيِّهِ
نَبىٌ هَدَانا لِلسبيلِ بهَديهِ
وَسبَلَ سِتراً مِنهُ لا يَتَكَيَّفُ
كَرِيمٌ عَطُوفٌ يا لَهُ مُتَرَحِّما
شَفُوقٌ حَلِيمٌ دَأبُهُ السِّترُ وَالحِما
لِهَفوَة عَبدٍ لاَ يَزَالُ مُسالِمَا
علَى عَيبِ مضن قَد عابَ مِنَّا تَرحُّما
وَيَشفَقُ لِلعاصِينَ مِنَّا ويَرأَفُ
عَلَيهِ إِلهُ العَرشِ أسبَلَ خِلعَةً
وَعَزَّ لَهُ قَدراً فَناهِيكَ رُتبَةً
فَمَن ذَا يُضاهِى سَيِّدَ الرُّسلِ رِفعَةً
فَما مِثلُهُ فشى الرُّسلِ خُلقاً وَخِلقَةً
بِذا رَبُّهُ خَصَّاهُ فَضلاً وَيُسعِفُ
فَيَهنِيهِ أَنَّ اللهَ خَصَّ بِرِفعَةٍ
حَبَيباً وَأدناهُ دُنُوًّا لِقُربَةٍ
وَخَصَّصَهُ فَضلاً وَفازَ بِوُصلَةٍ
لَئِن كانَ رَبُّ العَرشِ خَصَّ بِخُلَّةٍ
حَبِيباً فَهُو بالحُبِّ وَالقُري يُوصَفُ
بِلاَ مَوعِدٍ ناجى الإِلهَ يُؤَيِّدُ
علَى الرُّسلِ وَالأَملاَكِ طُرًّا يُمَجَّدُ
مُناجاتُهُ فَوقَ السَّمَاءِ وَأَزيَدُ
وَنُوجِى مُوسى فَوقَ طُورٍ وَأحمَدُ
علَى العَرشِ فَوقَ الحُجبِ يُحبَى وَيُتحَفُ
لَهُ مُعجِزَاتٌ لاَ تُحَدُّ لِمُفهِمِ
كَرَدٍّ لِغَينٍ أَو كَبُرءٍ لِمُسقمِ
وَمِن كَفِّهِ صُمُّ الحَصا فِى تَرَنُّمِ
وَكَلَّمَتِ الأَموَاتُ عِيسى بن مَريَمِ
وَيس لِلحَصبا بِيُمناهُ أَحرُفُ
خَصائِصُهُ فَوقَ النَّبِيِّينَ رِفعَةً
فَلا مُرسَلٌ ِإلاّ وَرَاهُ مَكانَةً
وَحَكَّمَهُ فى الخُلق دُنيا وَجَنَّةً
لَقَد سادَ لِلأَملاَكِ والرُّسلِ رُتبَةً
وَأَخشَعُ لِلمَولَى مِنَ النَّاسِ أخوَفُ
تَبِينُ إِذَا ما النَّاسُ آوضوا لِمَحشَرِ
حَيارَى سَكارَى مِن لَظى تَتَسَعَّرِ
فَيَنهَضُ لِلبارِى مُشِدًّا لِمِئزَرِ
وَصَحَّ جَمِيعُ الانبِياءِ بِمَحشَرِ
عَلَيهِ يُحِيلُونَ الشَّفاعَةَ يُوقِفُو
إِذا ما دَهى دَاعِ القِيامَةِ زَائِرَا
وَقامَت نُفُوسٌ وَالصَّحائِفُ طيَّرَا
فَيَأتُونض لِلأَنبا غُمُوماً وَحُيَّرَا
وَكُلُّهُمُو نَفسِى يَقُولُونض لِلوَرَى
وَهُو أُمَّتى إِنساً وَجِنًّا وَيَهتِفُ
يُبَشِّرُهُم إِنِّى لَمُنجِى مُصابَكُم
فَلا تَسأَمُوا وارضَوا بِمَا هُوَ آتِكُم
فإِنِّى أَنا المُختارُ أُنجِزُ وَعدَكُم
إِلَىَّ تَعالَوا أَهلَ حَشرٍ جَمِيعَكُم
فإِنَّ لِوَاءَ الحَمدِ عِندِى يُرَفرِفُ
فَيَسجُدُ لِلمَولَى مُزِيلاُ لكَربهِم
وَيُلهَمُ حَمداً مِن مَحامِدِ رَبِّهِم
فَيَلجلِى بهِ المَولَى هُمُوماً لِغَمِّهِم
فَيشفَعُ فِيهِم حامداً لإِلههِم
فَيُعطى لِمَا يَرضى فَيأمَنُ خائِفُ
صَلاَتُك رَبِّى مَع مَزِيدِ تَحِيَّةٍ
على المُصطَفى ما ناحَ طَيرُ عَشِيَّةٍ
وَآلٍ وَأصحَابٍ لَهُ وَحَلِيلًةٍ
عَلَيهِ سَلامُ اللهش فازَ برِفعَةٍ
مِنَ اللهِ لاَ تُعلَى وَلا تَتَكَيَّفُ
مِنَ اللهِ أَرجُو نَيلَ قصدِى وَإِنَّهُ
عَلِيمٌ بِحالِى وَاشتِياقِى وَإِنَّهُ
سَلاَمٌ سَلاَمٌ لاَ يُغادَرُ ضِمنَهُ
مِنَ العَبدِ مَجذُوبِ الضَّعِيفِ فإِنَّهُ
بِجاهِكَ لِلمَولى بِكُم يَتعَرَّفُ
صَلاَتُكَ رَبِّى مَع سَلاَمِ نِظامُهُ
بهِ يَرتَجِى المَلهُوفُ أَيضاً مَرَامَهُ
وَيَأمَنُ مِمَّا قَد دَهاهُ وَضامَهُ
عَلَيكَ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ
َألاَ يا رَسُولَ اللهِ إِنِّىَ خائِفُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة نفائح ورد أم ربا طيبة إذا
قصيدة نفائح ورد أم ربا طيبة إذا لـ محمد بن قمر الدين المجذوب وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.
عن محمد بن قمر الدين المجذوب
محمد مجذوب بن قمر الدين المجذوب. شاعر من شعراء السودان، له مجموعة المجذوب المحتوية على ستة دواوين كلها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب