نفحات ذكرك نشرها يتنسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نفحات ذكرك نشرها يتنسم لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة نفحات ذكرك نشرها يتنسم لـ شرف الدين الحلي

نفحات ذكرك نشرها يُتَنَسَّمُ

ووجوه نصرك ثغرها يَتَبَسَّمُ

وهضاب حلمك راسيات دونها

رضوى وهضب مَتَالِعٍ ويَلَمْلَمُ

تجلو إذا دجت العظائم ليلها

كرما وتخلو والجرائم علقم

وإذا تعاظمت الذنوب وروعت

منها القلوب فإن عفوك أعظم

لله أنت إذا الرماح تشاجرت

في معرك والبيض حليتها دم

والخيل قد سمكت سماء عجاجة

كدراء فيها للأسنة أنجم

يتقحم الأهوال محتقراً لها

ومن الذي لغمارها يتقحم

شاهر من السلطان موسى عطفة

شادية عنها علاك يترجم

لا يعطش الروض الذي دِيَمُ الرضا

كانت تصوب على رباه وتسجم

ها قد قدرت فعد بحلمك محسناً

فمَن الذي من نفسه يستنقم

تبّت يدا ساعٍ تغلغل كيده

في ملككم ليصح ما يتوهم

يا كعبة الكرم التي لوفودها

بجنابه في كل يوم موسم

مَارَسْتَ هذا الدهر حتى لم تكدْ

أيامه تأتي بما لا تعلم

يتعمد العثرات وهي عظيمة

بعظيم حلمك والظنون تترجم

وإذا الظنون طغت قَرَيْت مُلِمَّها

كرما يهونها عليك فتحلم

فبمثل ما أوتيته من رأفة

ما ضرَّ إخوة يوسف لما رَمُوا

وهب الإساءة قادراً وأنالهم

عفواً وأصبح غافراً ما أجرموا

إن ساء فعلٌ واحدٌ فلطالما

سرتك أفعال بها تستعصم

كم داء خطب كان أعضل فاغتدى

بحسامك العضب المضارب يُحْسَمُ

لم يمض عزمك مثلما تمضي الظبا

لكنْ كما نفذ القضاء المبرم

يغدو وفي سمر الرماح تَقَصُّدٌ

منه وفي بيض الصفاح تثلُّم

وأتت لسطوتك المعاقل عنوة

ودنا لعزتك الأشم الأيهم

من كل شامخة الذرا ينحط عن

شرفاتها نسر ويسقط قشعم

شماء تنظر للبوارق تحتها

لُمَعٌ وتسمع للرعود تغمغم

أوطأتها الجرد العتاق وطالما

زلق الحَبَابُ بها وزلّ الأعصم

فاليوم بكر خِلاط لما زرتها

قد أصبحت وهي العوان الأيم

واستسلمت قسراً وأية صعبة

خشناء تغزوها ولا تستسلم

ولقد فرعت صَفَاتَها بعزائم

تقضي على ريب الزمان وتحكم

لبيتها لما دعت فأغاثها

جيش تغص به الفلاة عرمرم

وذوابلٌ ملدٌ وبيضٌ طلقةٌ

وصواهلٌ جردٌ وسَرْدٌ محكم

كم كربةٍ كشفت عن وجه الهدى

واليوم بالنقع المثار مغلثم

لولاك أشعرت المشاعر وحشة

وبكى على البيت الحطيم وزمزم

ولروِّع البلد الحرام وأزعجت

في حفرة المختار تلك الأعظم

الله أكبر إنها لمناقب

بهرت وقد سفرت لمن يتوسم

هذي السعود الكامليات التي

سهرت لنصرك والحوادث نُوَّمُ

بمحمد أيِّدْتَ يا موسى ومِنْ

عزماته هذا الشهاب المضرم

فالروضة الغناء بات بجودها

نوء السماك بوبله والمُرْزِم

صاغت لها شمس الضحى من قبرها

حليا تمنطقها به وتختم

يفتر فيها الأقحوان كأنه

شنب يروقك ثغره المتبسم

حاكت ملاءتها أكف سحابها

حتى بدت كالعضب وهو مُسَهَّم

فتبرجت في عبقري برودها

وأجال فيها طرفه المتوسم

يوماً بأحسن منك في رهج الوغى

وجها إذا ارتد الكميُّ المُعْلَم

يا من أقمتُ ببابه مستهدياً

بسناه حتى انجاب حظي المظلم

فَصَفَتْ ليَ الدنيا بنيل مطالب

أمَّلْتُها وضَفَتْ عليَّ الأنعم

فعليَّ عَهد الله إني بعدها

لا أعتب الدنيا ولا أتظلم

فَبَقِيت تُحْيِي بالغنى رِمَمَ المنى

بسعادة تبقى عليك وتسلم

فالعز إلا في ركابك ذلَّة

والغُنْمُ إلا في جنابك مغرم

شرح ومعاني كلمات قصيدة نفحات ذكرك نشرها يتنسم

قصيدة نفحات ذكرك نشرها يتنسم لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي