نقيل مع الدنيا وقد أورقت لنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نقيل مع الدنيا وقد أورقت لنا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة نقيل مع الدنيا وقد أورقت لنا لـ مهيار الديلمي

نَقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا

إلى دَوحةٍ لا ظلَّ فيها ولا جنى

ونغترُّ عُجبا بالبقاءِ وإنما

بقاؤك يا مغرورُ ساقَ لك الفنا

أقمتُ وسار السابقون فسرَّني

وما ظعنَ الجيرانُ إلا لأظعنا

وصوَّت دهري باسم غيري مغالطا

وإني وإن لم يُسْمِ أوَّلُ من عنَى

وكيف نرجِّي ودَّ يوم وليلةٍ

يزيدان مما يُعديان بنقصنا

يُسيغ أبونا الدهرُ منّا دماءَنا

وتأكُلنا من هذه الأرض أمُّنا

ألا طرَقتْ صَمَّاءُ لا تفهم الرُّقَى

ولا ترهبُ الحاوين مسرىً ومَكمَنا

لأبنائنا ما فوّقتْ من نبالها

رمتْ أعزلاً أو دارعا متحصِّنا

أصابتْ صميما من رجالٍ أعزّةٍ

علَيَّ نَحتْهم والمصابُ بها أنا

أحبّاي مدّ الدهرُ نحو حبيبهم

يدا لم تصافِح قطُّ إلا لتغبُنا

تراءت عيونُ الخطب خُزرا لعينهم

ألا ليت أعمى ناظراً لهُمُ رَنا

سقَى الله قبرا بالخُضَيريّة الحيا

فخضَّره ما أمطرَ المُزْنُ أدكنا

أميلوا أميلوا من هوادي جيادِكم

إليه فحيّوا نخبةَ المجد والسنا

قِفوا جِّردوها واعقِلوها عقيرةً

ليهزلَها فِقدانُ من كان أسمنا

ومجرورة مبروزة من سروجها

مكسّرة من حولها البيضُ والقنا

لعلّ أبا نصرٍ يردُّ تحيّةً

وما هو إلا فاعلٌ لو تمكّنا

أيا صاحبي والترب بيني وبينه

برغميَ ما اخترتُ الثرى لك مسكنا

عهدتك منّاعا أبياً فما الذي

خُدعتَ به فانقدتَ للموت مذعِنا

نعاك ليَ الناعي فما كدتُ منكِرا

ليومك وهو الحقُّ أن أتيقَّنا

فشكَّكْتُه مستوحشا من سماعه

وعمَّيتُه حتى انجلى وتبيَّنا

أصابَ الردى من شاءَ بعدك إنني

أرى كلَّ يومٍ بعدَ يومك هيِّنا

لخولستُ منك البدرَ ليلةَ تمِّهِ

وجوذبتُ منك الغصنَ ساعةَ يجتنَى

وكنت لآمالي الفسحية مَسرَحا

لوَ اَن المنايا فيك أمهلتِ المُنى

عُرِكتَ بقرنٍ لا هَوادةَ عندَه

فعمَّق ما اسطاعَ الجروحَ وأثخنا

إلى ساعةٍ لا يبلغُ الكيُّ داءَها

ولم تَشفَ منها جِلدةُ القَرْفِ بالهِنا

ومازلتُ من أخذ الضنا منك مشفقا

عليك إلى أن جاء ما هوَّن الضَّنا

وأستبعدُ اليومَ الذي فيه راحةٌ

لما تشتكي حتى دنا شرَّ ما دنا

أبا طالب صبرا وإن كان مُعوِزا

فلا فضلَ في صبرٍ إذا كان ممكنا

سُلبتَ أخاً فاحفظ عليك ثوابَه

فما ضَمِن اللهُ الثوابَ لتحزَنا

بكرهيَ أصفيتُ المودّة باكيا

له وقضَيتُ الحقَّ فيه مؤبِّنا

على أنه لو هالكٌ رده البكا

نثرنا خدودا في ثراه وأجفنا

وكان خبالا في رزيَّة مثلِه

ولُؤماً بدمع أن يصانَ ويُخزَنا

ولكنَّه ما لان جنبٌ لطارقٍ

من الدهر إلا كان أصعبَ أخشنا

ومن نازَل الأحداثَ بالدمع والبكا

فمقلتَهُ أدمَى وأضلعَهُ حَنا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نقيل مع الدنيا وقد أورقت لنا

قصيدة نقيل مع الدنيا وقد أورقت لنا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي