نهاية الأرب في فنون الأدب/آثار مسجد بجوار دير البغل
آثار مسجد بجوار دير البغل
وإقامة شعائر الإسلام بهوفي التاسع عشر من شوال من هذه السنة: خرج جماعة إلى دير القصير، المعروف بدير البغل ظاهر مصر، فرأوا أثر باب بجوار الدير، فدخلوا المكان فرأوا آثار محاريب المسلمين،فأنهوا ذلك إلى الصاحب بهاء الدين، فتقدم إلى القاضي بهاء الدين ناظرا الأحباس أن يتوجه وصحبته نواب الحكم والعدول والمهندسون ومن يعتبر حضوره في مثل ذلك.فتوجه وصحبته القضاة 'و' المشايخ: وجيه الدين البهنسي، وظهير الدين الترمنتي، وعلم الدين السمنودي نائب الحكم، ونظام الدين الخليلي، وجماعة من المهندسين، فشاهدوا المكان ورأوا به من الأثار ما يدل على أنه مسجد، وشهدوا بذلك عند القاضي علم الدين السمنودي فأثبته، ونقل الحكم إلى قاضي القضاة محيي الدين بن عين الدولة.وطولع الملك السعيد بذلك، فأمر الصاحب بهاء الدين يعمارته وإقامة من يحتاج إليه من إمام ومؤذن وزيت وفرش، فرتب ذلك له، وهو باق إلى يومنا هذا. وفي هذه السنة في رابع شوال: كانت وفاة الصاحب بدر الدين جعفر بن محمد بن علي بن محمد المذحجي الآمدي بدمشق وهو يومئذ ناظر النظار بها، ودفن بقاسيون.ومولده في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وكان هو وأخوه موفق الدين من أمناء المباشرين وأرباب الستر على الكتاب، ولقب كل منهما بالصاحب، ولم يليا وزارة.ولما حضرا من بلاد آمد في سنة ثلاثين وستمائة هما وابن أختهما شمس لما نقل الملك الكامل أهل آمد منها.فلما عبر الفرات قال موفق الدين لهما: 'اعلما أننا نقدم على بلاد لا نعرف فيها أحدا، وليس لنا فيها معين إلا الله تعالى، فتعاهداني والله تعالى، على الأمانة وألا نخون السلطان ولا الناس'.فتعاهدوا على ذلك ودخلوا إلى الديار المصرية.وولوا المناصب فوقيا بما عاهدا عليه، ونكث ابن أختهما شمس الدين، قسلما في مباشراتهما.وكان شمس الدين كثير النكبات والمصادرات. وفيها: كانت وفاة الشيخ الصالح برهان الدين أبي إسحاق بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة الكناني الحموي بالقدس الشريف يوم عيد الفطر، رحمه الله تعالى. وفيها: كانت وفاة القاضي شرف الدين محمد بن يشكور المصري الكاتب، ولى مناصب جليلة، منها: نظر الجيش ونظر الدواوين بالديار المصرية.وكان بينه وبين الصاحب بهاء الدين مصاهرة ووحشة وكانت وفاته بداره على الخليج بالقرب من مصر في ليلة الأحد خامس عشرين جمادى الأولى.ودفن يوم الأحد بالقرافة الصغرى.ومولده سنة ست عشرة وستمائة. وفيها: توفي الأمير عز الدين إيغان ولا دمر الركني المعروف بسم الموت في محبسه بقلعة الجبل، وسلم إلى أهله في يوم الخميس ثامن عشر جمادى الآخرة، فدفن من يومه بمقابر باب النصر.وكان من الأمراء الأكابر، وقد تقدم ذكر اعتقاله. هذا آخر ما لخصناه من الحوادث في الأيام الظاهرية، فلنذكر الغزوات والفتوحات الظاهرية.