نهاية الأرب في فنون الأدب/أبشالوم بن داود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبشالوم بن داود

قال الكسائي: كان من خبر أبشالوم أنه لما كان من أمر فتنة داود - ع - ما قدمناه، تكلم بعض بني إسرائيل في ذلك وجاءوا إلى أبشالوم وهو ابن بنت طالوت، وقالوا: إن أباك قد كبر وعجز عن سياستنا، وقد وقع في هذه الخطيئة، وأنت أكبر أولاده، والرأي أن ندعو الناس إليك وتقوم مقامه، فتبع رأيهم وتولى الملك.فخاف داود على نفسه من سفهاء بني إسرائيل، ففارق منزله واعتزل القوم برجلين من أصحابه.ثم جاء رجل من بني إسرائيل اسمه أحيتوفل إلى أبشالوم وقال: إنه لا يستقيم أمرك إلا بعد وفاة أبيك، والرأي أن تعاجله وتقتله ما دام في الخطيئة، فهم بذلك ثم صرفه الله عنه.فلما غفر الله تعالى لداود ورجع إلى قومه اعتزل ابنه أبشالوم في طائفة من بني إسرائيل.فلما ولد سليمان أرسل داود ابن أخت له يقال له: يوآب إلى ابنه أبشالوم وقال: سر إليه فإنه اعتزلني خوفاً على نفسه، وما كنت بالذي أقتل ولدي وقد تاب الله تعالى علي ورزقني هذا الولد المبارك، فإن ظفرت به فائتني به مكرماً، وإياك أن تقتله، فإنك إن قتلته قتلتك به.فسار إليه في نفر من أصحابه، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم أبشالوم ومن معه.فبينا هو في هزيمته إذ مر بشجرة فعلق برنسه بها، وخرج الفرس من تحته، فأدركه يوآب فحمله الحرج على قتله فقتله وتركه معلقاً في الشجرة، ورجع إلى داود فأخبره الخبر، فغضب وقال: إني قاتلك به لا محالة عاجلاً أو آجلاً. قال الثعلبي: فلما حضر داود الوفاة أمر سليمان أن يقتله، فقتله بعد فراغه من دفن أبيه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي