أبو ذرٍ الغفاري
ويقال أبو الذر، والأول أشهر.واختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، فقيل: جندب بن جنادة، وهو أصح ما قيل فيه إن شاء الله.وذكر أبو عمر بن عبد البر الاختلاف في اسمه، وترجم عليه بعد ذلك: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن الواقفة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار الغفاري، وأمه رملة بنت الوقيعة، من بني غفار، تقدم خبر إسلامه في وفد غفار في أول هذا السفر، وأقام أبو ذر عند قومه بعد إسلامه حتى مضت بدرٌ وأحدٌ والخندق، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبه إلى أن مات.وقد ذكرنا قصة أبي ذر في غزوة تبوك، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده ' وكان من خبره أنه خرج بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى الشام، فلم يزل به حتى كانت خلافة عثمان بن عفان، فاستقدمه عثمان لشكوى معاوية، وأسكنه الربذة، فمات بها وصلى عليه عبد الله بن مسعود، وكان قد أقبل من الكوفة فدعي إلى الصلاة عليه، فقال: من هذا ؟ فقيل: أبو ذر، فبكى طويلاً وقال: أخي وخليل عاش وحده، ومات وحده، ويبعث وحده، طوبى له. وذلك في سنة ست وثلاثين من الهجرة.روى عن أبي ذر جماعة من الصحابة، وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق ؛ سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال: ذاك رجلاً وعى علماً عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه ولم يخرج شيئاً منه.وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ' و ' من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى تواضع أبي ذر '.وفضائله كثيرة رضي الله عنه. وذكر أبو عمر بن عبد البر في خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ' أسلع بن شريك ' الأعوجي التميمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب راحلته، وأبو سلام الهاشمي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه.