نهاية الأرب في فنون الأدب/أحمد الخجستاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد الخجستاني

وهذه النسبة إلى خجستان وهي من جبال هراة من أعمال باذغيس وكان أحمد بن عبد الله هذا من اًحاب محمد بن طاهر، فلما استولى يعقوب بن الليث على نيسابور ضم أحمد هذا إلى أخيه علي بن الليث وكان بنو شركب ثلاثة أخوة: إبراهيم وأبو حفص يعمر وأبو طلحة منصور بنو مسلم، وإبراهيم أسنهم، وكان قد أبلى بين يدي يعقوب عند مواقعته للحسن بن زيد العلوي بجرجان بلاء حسناً، فقدمه يعقوب فدخل عليه يوماً بنيسابور وكان اليوم شديد البرد، فخلع عليه يعقوب وبرسمور كان على كتفه، فحسده وجاء إليه وقال: إن يعقوب يريد الغدر بك، لأنه لا يخلع على أحد من خاص ملبوسه إلا غدر به فقال إبراهيم: فكيف الخلاص ؟ فقال: الحيلة أن نهرب جميعاً إلى أخيك يعمر، وكان يحاصر بلخ ومعه خمسة آلاف رجل، فاتفقا على ذلك وتواعدا للخروج في تلك الليلة، فسبقه إبراهيم إلى الموعد وانتظره ساعة فلم يره، فسار نحو سرخس وذهب الخجستاني إلى يعقوب فأعلمه، فأرسل في لأثر إبراهيم فأدركوه بسرخس فقتلوه، ومال يعقوب إلى أحمد، فلما أراد يعقوب العود إلى سجستان استحلف على نيسابور عزيز بن السري وولى أخاه عمرو بن الليث هراة، فاستحلف عمرو وعليها طاهر بن حفص الباذغيسى، وسار يعقوب إلى سجستان في سنة إحدى وستين ومائتين، وأحب الخجستاني التخلف لما كان يحدث به نفسه، فقال لعلي بن الليث: إن أخويك قد اقتسما خراسان، وليس لك بها ما يقوم بشغلك، وأحب أن تردني إليها لأقوم بأمورك، فاستأذن أخاه يعقوب في ذلك فأذن له، فلما حضر أحمد لوداع يعقوب أحسن إليه وخلع عليه، فلما ولى عنه قال: أشهد أن قفاه قفا غادر مستعص، وهذا آخر عهدنا بطاعته، فلما فارقهم جمع نحو مائة رجل فورد بهم بست نيسابور، فحارب عاملها وأخرجه عنها وجباها ثم خرج إلى قومس، فغلب على بسطام وقتل بها مقتلة عظيمة وذلك في سنة إحدى وستين وسار إلى نيسابور وبها بن السري فهرب منها، وأخذ أحمد أثقاله واستولى على نيسابور، ودعا للطاهرية وذلك في أول سنة اثنتين وستين. وكتب إلى رافع بن هرثمة يستقدمه فقدم عليه، فجعله قائد جيشه، وكتب إلى يعمر ابن شركب - وهو يحاصر بلخ - يستقدمه ليتفقا على تلك البلاد، فلم يثق إليه لما تقدم له مع أخيه إبراهيم، وسار يعمر إلى هراة فحاربه طاهر بن حفص فقتله واستولى على أعماله فسار إليه أحمد وكان بينهما مناوشات، وكان أبو طلحة منصور ابن شركب غلاماً من أحسن الغلمان، وكان عبد الله بن بلال يميل إليه وهو أحد قواد يعمر، فراسل ابن بلال، الخجستاني أن يعمل ضيافة ليعمر وأصحابه ويدعوهم إليه وأن يكسبهم أحمد وأنه يساعده، واشترط عليه أنه إذا ظفر يسلم إليه أبا طلحة، فأجابه أحمد إلى ذلك وتواعدا على يوم، وعمل ابن بلال ضيافة وحضرها يعمر، فكسبهم أحمد وقبض على يعمر وسيره إلى نيسابور فقتله، واجتمع لأبي طلحة جماعة من أصحاب أخيه فقتلوا ابن بلال، وساروا إلى نيسابور وبها الحسين بن ظاهر أخو محمد، وقد وردها من أصفهان طمعاً أن أحمد يخطب لهم، كما كان يظهر من نفسه فلم يفعل، فخطب ابن طاهر بها لأبي طلحة وأقام معه، فسار الخجستاني من هراة في اثنتي عشر ألف عنان، فأقام على ثلاث مراحل من نيسابور، ووجه أخاه إليها فخرج إليه أبو طلحة وقاتله، فقتل العباس وانهزم أصحابه فعاد أحمد إلى هراة ثم كاتبه أهل نيسابور في الحضور إليهم، فسار إليهم وقدم البلد ليلاً، ففتحوا له الباب ودخلها، وسار عنها أبو طلحة إلى الحسن ابن زيد، فأمده بالجنود فعاد إلى نيسابور فلم يظفر بشيء، فتوجه إلى بلخ وذلك في سنة خمس وستين، ثم سار الخجستاني لمحاربة الحسن بن زيد لمساعدته لأبي طلحة، فاستعان الحسن بأهل جرجان فأعانوه، فهزمهم الخجستاني وجبى منهم أربعة آلاف ألف درهم وذلك في شهر رمضان من السنة.وتوفي يعقوب بن الليث في هذه السنة وولى مكانه أخوه عمرو، فوافى الخجستاني نيسابور واقتتلا فهزمه الخجستاني، فرجع إلى هراة وأقام أحمد بنيسابور، ثم سار إلى هراة في سنة سبع وستين فحصر عمراً ولم يظفر بشيء، ثم كان له حروب مع أبي العباس النوفلي وغيره، فظفر بالنوفلي وكان قد جاء لحربه من قبل محمد بن طاهر في خمسة آلاف رجل وقتله، ثم سار إلى أبيورد وجبى خراج مروا، ولم يزل كذلك إلى سنة ثمان وستين ومائتين، فقتله غلامه زامجور غيلة وكان قد سكر ونام ثم قتل الغلام، واجتمع أصحاب وانضموا إلى رافع بن هرثمة. وكان أحمد هذا كريماً جواداً شجاعاً حسن العشرة كثير البر لإخوانه الذين صحبوه قبل إمارته، ولم يتغير عليهم ما كان يعاملهم به من التواضع والأدب.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي