نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار أبن محرز

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار أبن محرز

هو مسلم، وقيل: عبد الله بن محرز.ويكنى أبا الخطاب.مولى عبد الدار بن قصي.وكان أبوه من سدنة الكعبة، وأصله من الفرس.وكان يسكن المدينة مرةً ومكة مرةً.فكان إذا أتى المدينة أقام بها ثلاثة أشهر يتعلم الضرب من عزة الميلاء ثم يرجع إلى مكة فيقيم بها ثلاثة أشهر.ثم شخص إلى فارس فتعلم ألحان الفرس وأخذ غناءهم، ثم صار إلى الشام فتعلم ألحان الروم وأخذ غناءهم.وأسقط من ذلك ما لا يستحسن من غناء الفريقين ونغمهم وأخذ محاسنها، فمزج بعضها ببعض وألف منها الأغاني التي صنعها في أشعار العرب، فأتي بما لم يسمع مثله.وكان يقال له صناج العرب. وقيل: إنه أول من أخذ الغناء عن أبن مسجح.وهو أول من غنى بالرمل وما غنى قبله.وكان أبن محرز قليل الملابسة للناس، فأخمل ذلك ذكره.وأخذ أكثر غنائه جاريةٌ كانت لصديق له من أهل مكة كانت تألفه فأخذه الناس عنها.ومات بعلة الجذام، وكان ذلك سبب أمتناعه من معاشرة الخلفاء ومخالطة الناس. وحكى أنه رحل إلى العراق، فلما بلغ القادسية لقيه حنينٌ فقال له: كم منتك نفسك من العراق ؟ قال: ألف دينار ؛ قال: هذه خمسمائة دينار فخذها وأنصرف وأحلف ألا تعود، ففعل.فلما شاع ما فعل حنينٌ لامه أصحابه: فقال: والله لو دخل العراق ما كان لي معه خبزٌ آكله ولأطرحت ثم سقطت إلى آخر الدهر.ولم أقف من على أكثر من هذا فأورده.والسلام.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي