نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار الحسين بن حمدان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار الحسين بن حمدان

بن حمدون، وهو أخو أبي الهيجاءكان الحسين هذا من أمراء بني حمدان المشهورين ولي قمّ وأعمالها، والموصل، والجزيرة، وغير ذلك من الأعمال الجليلة، وكان شجاعاً، سفاكاً، ذا همّة عالية، اجتمع عنده نيِّف وعشرون طوقا من خلع الخلفاء كلّ طوق منها لقتله خارجيّاً، ولم يزل عند الخلفاء يعدّ للمهمات إلى أن خالف على المقتدر بالله في سنة ثلاث وثلاثمائة.وكان إذ ذاك بالجزيرة، وجمع نحواً من عشرة آلاف، فبعث المقتدر لحربه رائقاً الحجري في جيش كثيف، فانهزم الحسين، وقصد ابن أبي الساج بأذربيجان، ومرَّ على أرزن فخرج إليه واليها ليردَّه، فهزمه الحسين، وكان مؤنس المظفَّر بالقرب من أرزن، فبعث إليه من أدركه، وقبض عليه، وأدخل إلى بغداد، وهو مشهور علة جمل في زي شنيع وابنه كذلك، وقبض عند ذلك على سائر إخوته، وهم أبو الهيجاء، وأبو العلاء سعيد، وأبو السرايا، وأبو الوليد، وحمدون، واعتقلوا في دار الخلافة، ولم يترك منهم إلا داود، وأقام الحسين في الحبس إلى أن عزم الخليفة على إخراجه في سنة خمس وثلاثمائة وتوليته مقدمة الجيش لمحاربة يوسف بن أبي الساج، فلم يفعل، وامتنع، وقال: الساعة لما احتجتم لي، فغضب الخليفة لذلك، وأمر قاهرا الخادم أن يقتله، فقتله في الحبس، ورمى رأسه إليه ورميت جثَّته في دجلة، وأطلق عند ذلك سائر بني حمدان، وما منهم، إلا من له ذكر وتقدم، وإنما خصصنا عبد الله والحسين بالذكر دون غيرهما من إخوتهما لاشتهارهما في الدولة العّباسية، وتقدمهما، ولأنهما وليا جلائل الأعمال، وتقدما على الجيوش في الحروب.وقد تقدم من أخبارهما في الدولة العباسية ما يستدل به على تقدمهما وشجاعتهما، وذكرنا أيضاً في أخبار الخوارج بالموصل كيف كان ظفر الحسين بهارون الخارجي الذي كانت فتنته قد عمت، فلنذكر الطبقة الثانية منهم، وهم أولاد عبد الله بن حمدون.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي