نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار الخانية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار الخانية

بما وراء النهر والأتراكوفي سنة ثمان وأربعمائة خرج الترك من الصين، وسبب ذلك أن طغان خان مرض مرضا شديدا، وطال به المرض، فطمعوا في البلاد، وساروا من الصين في عدد يزيد عن ثلاثمائة ألف خركاه من أجناس الترك منهم الخطا الذين ملكوا ما وراء النهر، فساروا إلى أن قربوا من بلاد ساغون، ويبقى بينهم وبينها ثمانية أيام واستولوا على أطراف البلاد، فسأل طغان خان الله تعالى أن يعافيه لينتقم منهم، ويحمي البلاد، ثم يفعل به ما يشاء، فعافاه الله تعالى، فجمع العساكر واستنفر جميع بلاد الإسلام، فاجتمع له من المتطوعة مائة ألف وعشرون ألف مقاتل، فلما بلغ الترك ذلك رجعوا، فسار خلفهم نحو ثلاثة أشهر، فأدركهم وهم آمنون، فكسبهم، وقتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل وأسر نحو مائة ألف، وغنم من الدواب، والخركاهات، والأواني الذهبية والفضية، ومعمول الصين مالا عهد بمثله، وعاد إلى بلاساغون، فعادوه المرض، فمات رحمه الله تعالى.وكان عادلا خيرّا دنيا يحب العلم وأهله، ويميل لأهل الدين، ويصلهم ويقربهم. ولما مات ملك بعده أخوه أبو المظفر أرسلان خان، ولقبه شرف الدولة، فخالف عليه قدر خان يوسف بن بغراخان هارون بن سليمان، وكان ينوب عن طغان خان بسمرقند، وكاتب يمين الدولة يستنجده على أرسلان، فعقد يمين الدولة على نهر جيحون جسرا من السفن، وضبطه بالسلاسل وعبر عليه، ولم تكن تعرف الجسور قبل ذلك هناك، فلما عبر النهر اتفق قدرخان وأرسلان خان وتعاقدا على قصد بلاد يمين الدولة واقتسمها، فعاد يمين الدولة إلى بلاده، وسار قدرخان وأرسلان خان إلى بلخ والتقوا بيمين الدولة واقتتلوا قتالاً شديدا كان الظفر فيه ليمين الدولة عليهما، فعادا وعبرا جيحون، وكان من غرق منهم أكثر ممن نجا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي