نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار الدولة العبيدية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار الدولة العبيدية

ومدتها ومن ملوك من ملوكهاكانت مدة تغلب ملوك هذه الدولة على البلاد منذ أن أخرج أبو عبد الله الشيعي عبيد الله، المنعوت بالمهدي، ومن سجلماسة، ومن سجن أليسع ابن مدرار إلى أن مات العاضد هذا مائتي سنة وسبعين سنة وشهراً.منها ببلاد الغرب، منذ دخل عبيد الله المهدي رقاده إلى أن وصل المعز لدين الله إلى القاهرة أربع وستون سنة وعشرة أشهر وخمسة وعشرون يوماً.وباقي هذه المدة بمصر والشام، إلى أن انقطعت دعوتهم.بخروج عسقلان عن يد المسلمين واستيلاء الفرنج عليها، في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، في أيام الظافر بأعداء الله في وزارة عباس بن يحيى بن تميم. وعدة من ملك منهم أربعة عشر ملكاً تسموا كلهم بالخلافة، وهم: عبد الله المنعوت بالمهدي، ثم ابنه القائم بأمر اله أبو القاسم محمد، ثم ابنه المنصور بنصر الله أبو الظاهر إسماعيل، ثم ابنه المعز لدين الله أبو تميم معد، وهو أول من ملك الديار المصرية والبلاد الشامية منهم، وإليه تنسب القاهرة المعزية، ثم ابنه العزيز بالله أبو المنصور نزار، ثم ابنه الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور، ثم ابنه الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم، وقيل أبو الحسن، علي، ثم ابنه المستنصر بالله أبو تميم معد، ثم ابنه المستعلي بالله أبو القاسم أحمد، ثم ابنه الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور، ثم ابن عمه الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله، ثم ابنه الظافر بأعداء الله أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ، ثم ابنه الفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر، ثم ابن عمه العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر، وعليه انقرضت دولتهم، وانتهت أيامهم، وباد ملكهم، فلم يعد إلى وقتنا هذا. قال المؤرخ: ولما خلع العاضد ومات واعتقل الملك الناصر صلاح الدين يوسف أولاده بالقصور مر القاضي الأرشد عمارة اليمني الشاعر بالقصور، وهي مغلقة الأبواب، مهجورة الجناب، خاوية على عروشها، خالية من أنيسها، فأنشأ قصيدته المشهورة التي رثى بها القصور وأهلها، وهي من عيون المراثي وأولها:

رميت يا دهر كف المجد بالشلل

وجيده بعد حسن الحلي بالعطل

سعيت في منهج الرأي العثور، فإن

قدرت من عثرات الدهر فاستقل

هدمت قاعدة المعروف عن عجل

على فجيعتنا في أكرم الدول

قدمت مصر فأولتني خلائفها

من المكارم ما أربي على الأمل

قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن

جمالها أنها جاءت ولم أسل

منها:

ياعاذلي في هوى أبناء فاطمة

لك الملامة إن قصرت في عذلي

بالله زر ساحة القصرين، وابك معي

عليهما، لا على صفين والجمل

وقل لأهلهما: والله ما التحمت

فيكم جراحي، ولا قرحي بمندمل

ماذا ترى كانت الإفرنج فاعلة

في نسل آل أمير المؤمنين علي

هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما

ملكتم بين حكم السبي والنفل

مررت بالقصر، والأبواب خالية

من الوفود، وكانت قبلة القبل

فملت بوجهي خوف منتقد

من الأعادي، ووجه الود لم يمل

أسلت من أسفي دمعي غداة خلت

حال الزمان عليها، وهي لم تحل

وهي قصيدة مشهورة مطولة. ولما انقرضت هذه الدولة الأيوبية على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار ملوكها والله أعلم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي