نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار المنافقين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار المنافقين

وما تكلموا به في غزوة تبوكوما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآنكان ممن أنزل الله عز وجل فيه من القرآن ما أنزل في غزوة تبوك الجد ابن قيس، وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: آئذن لي ولا تفتنى ؛ وقد تقدم خبره مع . وقال قوم منهم: لا تنفروا في الحر زهادة في الجهاد ؛ فأنزل الله عز وجل فيهم: وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون.فليضحكوا قليلا وليبكلوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون، وقال رهط من المنافقين: منهم وديعة آبن ثابت أخو بني عمرو بن عوف، ورجل من أشجع، حليف لبني سلمة يقال له: مخش بن حمير - وقيل: مخش - وغيرهما بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم ببعضا، والله لكأنكم غدا بهم مقرنين في الحبال، يقولون ذلك إرجافا وترهيبا للمؤمنين. فقال مخشى: والله لوددت أن أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة، وأنا ننفلت أو ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر: أدرك القوم فإنهم قد آحترقوا، فآسألهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل لهم: بلى قد قلتم كذا وكذا، فآنطلق إليهم عمار، فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. وقال مخشى: يا رسول الله، قعد بي آسمي وأسم أبى، فأنزل الله تعالى قوله: 'ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون.لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين.' فكان مخشى بن حمير ممن عفى عنه، فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم مكانه، فقتل يوم اليمامة، ولم يوجد له أثر.والله الموفق للصواب.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي