نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار الوزراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار الوزراء

في هذه السنة خرج سليمان بن وهب من بغداد إلى سامرا، وشيعه الموفق والقواد، فلما صار إلى سامرا غضب عليه المعتمد وحبسه وقيده وانتهب داره، واستوزر الحسن بن مخلد في ذى القعدة، فسار الموفق إلى سامرا ومعه عبد الله بن سليمان بن وهب، فلما قرب من سامرا تحول المعتمد إلى الجانب الغربي مغاضباً للموفق، واختلفت الرسل بينهما فاتفقا، وخلع على الموفق ومسرور وكيغلغ وأحمد بن موسى بن بغا وأطلق سليمان بن وهب، وعاد إلى الجوسق وهرب الحسن بن مخلد ومحمد بن صالح بن شيرزاد، فكتب في قبض أموالهما، وهرب القواد الذين كانوا بسامرا مع المعتمد خوفاً من الموفق، ووصلوا إلى الموصل وجبوا الخراج. وفيها مات أماجور وملك أحمد بن طولون الشام وطرسوس على ما نذكره إن شاء الله في أخبار الدولة الطولونية وفيها ملك المسلمون مدينة سرقوسة، وهي من أعظم بلاد صقلية وذلك في رابع عشر شهر رمضان. وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى الهاشمي. ودخلت سنة خمس وستين ومائتين. في هذه السنة استعمل الموفق مسروراً البلخي على أعمال الأهواز، وكانت له وقعة مع الزنج فهزمهم، وفيها كانت وفاة يعقوب بن الليث الصفار بجند يسابور في تاسع عشر شوال، وقام بالأمر بعده أخوه عمرو بن الليث.وفيها حبس الموفق سليمان بن وهب وابنه عبد الله وعدة من أصحابهما، وقبض أموالهم وضياعهم خلا أحمد بن سليمان، ثم صالح سليمان وابنه عبد الله على تسعمائة ألف دينار، وجعلا في موضع يصل إليهما من أراد.وفيها عسكر موسى بن أوتامش وإسحاق بن كنداجق والفضل بن موسى بن بغا وعبروا جسر دجلة، فأتبعهم الموفق صاعد بن مخلد فردهم من صرصر وخلع عليهم.وفيها خرج خمسة من بطارقة الروم إلى أذنه فقتلوا وأسروا نحواً من أربعمائة وقتلوا نحواً من ألف وأربعمائة وذلك في جمادى الأولى. وحج بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمي. ودخلت سنة ست وستين ومائتين. في هذه السنة غلب أساتكين على الري وأخرج عاملها، ومضى إلى قزوين وعليها أخو كيغلغ فصالحه فعاد إلى الري وفيها كانت وقائع بين المتغلبين على الأطراف لا فائدة من ذكرها. وحج بالناس هارون الهاشمي. ودخلت سنة سبع وستين ومائتين. في هذه السنة كان بين الموفق والزنج حروب طويلة، ضعف بسببها أمرهم، ولم يكن من أحوال الخلافة ما نذكره، لتغلب العمال على الأطراف واشتغال بعضهم ببعض، على ما نورد ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى. وحج بالناس هارون. ودخلت سنة ثمان وستين ومائتين. لم تكن في هذه السنة إلا أخبار الزنج وحروبهم والخوارج، ويرد ذلك في موضعه. وحج بالناس هارون. ودخلت سنة تسع وستين ومائتين. في هذه السنة حارب الموفق أيضاً صاحب الزنج، واستولى الموفق على مدينتي صاحب الزنج الغربية ثم الشرقية، وهدم قصره في حروب طويلة لا فائدة في ذكرها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي