أخبار تاج الدين الدز
وما كان من أمره بعد مقتل غياث الديناستقبل تاج الدين الدزبملك غزنة بعد مقتل غياث الدين محمودن وأحسن السيرة في الرعية، ودام ملكه بها إلى أن ملكها السلطان علاء الدين خوارزمشاه محمد بن رتكش في سنة ثنتي عشرة وستمائة على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة الخوارزمية، ولما ملكها خوارزم شاه هرب تاج الدين الدز من غزنة، وسار إلى مدينة لهاوور، واستولى عليها من صاحبها ناصر الدين قباجة وهو من المماليك الشهابية بعد حرب كانت بينهما انتصر فيها الدز، ثم سار من مدينة لهاوور إلى الهند ليملك ما بيد المسلمين منها، فلقيه شمس الدين الترمش مملوك قطب الدين أيبك، وكان قد ملك بعد وفاة مولاه، فاقتتلا قتالا شديدا، أجلت الحرب عن قتل تاج الدين الدر، وكان محمود السيرة في ولايته، كثير العدل والإحسان إلى رعيته، لا سيما التجار الغرباء، ومن محاسن أعماله ومكارم أخلاقه وحلمه أنه كان له أولاد، ولهم مؤدِّب يعلمهم القرآن فضرب أحدهم، فمات، فأحضره الدز، وقال له: يا مسكين ما حملك على ما فعلت، فقال: والله ما أردت إلا تأديبه، فمات.فقال له: صدقت، وأعطاه نفقة، وقال له: تغيّب، فإن أمه لا تقدر على الصبر، وربما أهلكتك، ولا أقدر أمنعك، وهذا نهاية الحلم، ولم يشتهر الأحنف بن قيس بالحلم أكثر من هذا، وكان القاتل ابن أخيه، وهذا أجنبي رحمه الله تعالى. الباب العاشر منالقسم الخامس من الفن الخامس في أخبار ملوك العراق، وما والاه وملوك الموصل والديار الجزيرية، والبكرية والبلاد الشامية، والحلبية، والدولة الحمدانية، والديليمية البويهية، والسلجوقية، والأتابكية