نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار جميلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار جميلة

هي جميلة مولاة بني سليم، ثم مولاة بطن منهم يقال لهم بنو بهز، وكان لها زوجٌ من موالي بني الحارث بن الخزرج، وكان ينزل فيهم، فغلب عليها ولاء زوجها فقيل لها: مولاة الأنصار.وقد قيل: إنها كانت لرجلٌ من الأنصار ينزل بالسنح.وقيل: كانت مولاة الحجاج بن علاط السلمي.قال أبو الفرج الأصفهاني: وهي أصلٌ من أصول الغناء، أخذ عنها معبد وابن عائشة وحبابة وسلامة وعقيلة والعتيقة وغيرهم.وفيها يقول عبد الرحمن بن أرطاة:

إن الدلال وحسن الغنا

ء وسط بيوت بني الخزرج

وتلكم جميلة زين النساء

إذا هي تزدان للمخرج

إذا جئتها بذلت ودها

بوجهٍ منيرٍ لها أبلج

قال: وكانت جميلة أعلم خلق الله بالغناء.وكان معبد يقول: أصل الغناء جميلة وفرعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين.قال: وسئلت جميلة: أنى لك هذا الغناء ؟ قالت: والله ما هو إلهامٌ ولا تعليم، ولكن أبا جعفر سائب خاثر كان جارنا، وكنت أسمعه يغني ويضرب بالعود فلا أفهمه، فأخذت تلك النغمات وبنيت عليها غنائي، فجاءت أجود من تأليف ذلك الغناء، فعلمت وألقيت، فسمعني مولياتي يوماً وأنا أغني سراً، ففهمني ودخلن علي وقلن: قد علمنا ما تكتمين وأقسمن علي، فرفعت صوتي وغنيتهن بشعر زهير بن أبي سلمى:

وما ذكرتك إلا هجت لي طرباً

إن المحب ببعض الأمر معذور

ليس المحب كمن إن شط غيره

هجر الحبيب، وفي الهجران تغيير

فحينئذٍ شاع أمري وظهر ذكري وقصدني الناس وجلست للتعليم، فكان الجواري يكثرن عندي، وربما انصرف أكثرهن ولم يأخذن شيئاً سوى ما سمعنني أطارح غيرهن، وقد كسبت لموالي ما لم يخطر لهم ببال، وأهل ذلك كانوا وكنت.وقد أقر لجميلة كل مكيٍ ومدنيٍ من المغنين.قال: ولما قدم ابن سريج والغريض وابن مسجح وسلم بن محرز المدينة واجتمعوا هم ومعبد وابن عائشة حكموها بينهم، واجتمعوا عندها، وصنع كلٌ منهم صوتاً وغناه بحضرتها - وقد ذكر الأصفهاني الأصوات - فلما سمعت الأصوات قالت: كلكم محسنٌ ومجيدٌ في غنائه ومذهبه.قال ابن عائشة: ليس هذا بمقنع.قالت: أما أنت يا أبا يحيى فتضحك الثكلى بحسن صوتك ومشاكلته النفوس.وأما أنت يا أبا عباد فنسيج وحده بتأليفك وحسن نظمك وعذوبة غنائك.وأما أنت يا أبا عثمان فلك أولية هذا الأمر وفضله.وأما أنت يا أبا جعفر فمع الخلفاء تصلح.وأما أنت يا أبا الخطاب فلو قدمت أحداً على نفسي لقدمتك.وأما أنت يا مولى العبلات فلو ابتدأت قدمتك عليهم.ثم سألوها جميعاً أن تغنيهم لحناً كما غنوا، فغنتهم، فكلهم أقروا لها وفضلوها. وكانت جميلة قد آلت أنها لا تغني أحداً إلا في منزلها.فكان عبد الله بن جعفر يأتيها في مجلسها فيجلس عندها وتغنيه.فأرادت أن تكفر عن يمينها وتأتيه فتغنيه في بيته، فقال: لا أكلفك ذلك. وروى الأصفهاني أن ابن أبي عتيق وابن أبي ربيعة والأحوص بن محمدٍ الأنصاري أتوا منزل جميلة واستأذنوا عليها فأذنت لهم.فلما جلسوا سألت عن عمر، فقال لها: إني قصدتك من مكة للسلام عليك، فقالت: أهل الفضل أنت.قال: وقد أحببت أن تفرغي لنا نفسك اليوم وتخلي مجلسك، قالت: أفعل.فقال لها الأحوص: أحب ألا تغني إلا بما نسألك، فقالت: ليس المجلس لك، القوم شركاؤك، فقال: أجل.قال عمر: فإني أرى أن نجعل الخيار إليها.قال ابن أبي عتيق: وفق الله.فدعت بعود فغنت:

تمشي الهوينى إذا مشت فضلاً

مشي النزيف المخمور في الصعد

تظل من بعد بيت جارتها

واضعةً كفها على الكبد

يا من لقلبٍ متيمٍ سدمٍ

عانٍ رهينٍ مكلم كمد

أزجره وهو غير منزجرٍ

عنها بطرفٍ مكحل السهد

قال راوي هذه الحكاية: فلقد سمعت للبيت زلزلةً وللدار همهمةً.فقال عمر: لله درك يا جميلة ! ماذا أعطيت ! أنت أول الغناء وآخره ! ثم سكتت ساعةً وأخذت العود فغنت، فطرب القوم وصفقوا بأيديهم وفحصوا بأرجلهم وحركوا رءوسهم، وقالوا: نحن فداؤك من المكروه، ما أحسن ما غنيت وأجمل ما قلت !، وأحضر الغداء فتغدى القوم بأنواع من الأطعمة ومن الفواكه، ثم دعت بأنواع الأشربة، فقال عمر: لا اشرب، وقال ابن أبي عتق مثل ذلك، فقال الأحوص: لكني أشرب، وما جزاء جميلة أن يمتنع من شرابها ! فقال عمر: ليس ذلك كما ظننت.فقالت جميلة: من شاء أن يحملني بنفسه ويخلط روحه بروحي فعل، ومن أبي ذلك عذرناه، ولم يمنعه ذلك عندنا ما يريد من قضاء حوائجه والأنس بمحادثته.قال ابن أبي عتيق: ما يحسن بنا إلا مساعدتك.فقال عمر: إني لا أكون أخسكم، افعلوا ما شئتم تجدوني سامعاً مطيعاً.فشرب القوم أجمع، فغنت بشعر ابن أبي ربيعة:

ولقد قالت لجاراتٍ لها

كالمها يلعبن في حجرتها

خذن عني الظل لا يتبعني

ومضت تسعى إلى قبتها

لم تعلق رجلاً فيما مضى

طفلةٌ غيداء في حلتها

لم يطش قط لها سهمٌ ومن

ترمه لا ينج من رميتها

فصاح عمر ثم شق جيب قميصه إلى أسفله، ثم ثاب إليه عقله فندم واعتذر وقال: لم أملك من نفسي شيئاً.وقال القوم: قد أصبنا الذي أصابك وأغمي علينا غير أننا قد فارقناك في تخريق الثياب.فدعت جميلةٌ بثيابٍ فجعلتها على عمرٍ فقبلها ولبسها، وانصرف القوم إلى منازلهم.وكان عمر نازلاً على ابن أبي العتيق، فوجه إلى جميلة بعشرة آلاف درهم وعشرة أثوابٍ كانت معه فقبلتها جميلة، وانصرف عمر إلى مكة جذلان مسروراً. وروى أبو الفرج بأسانيد رفعها إلى يونس الكاتب والزبير بن بكار عن عمه مصعب قالا: حجت جميلة فخرج معها من الرجال المغنين والنساء والأشراف وغيرهم جماعةٌ ذكرهم أبو الفرج، منهم من المغنين هنب وطويس والدلال ومعبد ومالك بن أبي السمح وابن عائشة ونافع الخير ونافع بن طنبورة وغير هؤلاء ممن ذكرهم: ومن النساء المغنيات جماعة ذكرهن منهن الفرهة وعزة الميلاء وحبابة وسلامة وخليدة وعقيلة والشماسية وفرعة ونبيلة ولذة العيش وسعيده والزرقاء، ومن غير المغنين من الأشراف أبي عتيق والأحوص وكثير عزة ونصيب، وجماعة من الأشراف الرجال والنساء.وحج معها من القيان مشيعات لها ومعظمات لقدرها خمسون قينة وجه بهن مواليهن وأعطوهن النفقات وحملوهن على الإبل في الهوادج والقباب وغير ذلك، فأبت جميلة أن تنفق واحدةٌ منهن درهما فما فوقه حتى يرجعن.قال: وتخاير من خرج معها في اتخاذ أنواع اللباس العجيب والهوادج والقباب.قال: ولما قاربوا مكة تلقاهم سعيد بن مسجح وابن سريج والغريض وابن محرز والهذليون وجماعة من المغنين من أهل مكة وفتيانٌ كثير، ومن غير المغنين عمر بن أبي ربيعة والحارث ابن خالد المخزومي والعرجي وجماعةٌ من الأشراف.فدخلت جميلةٌ مكة وما بالحجاز مغنٍ حاذقٍ ولا مغنيةٍ إلا وهو معها وجماعةٌ من الأشراف ممن سمينا وغيرهم من الرجال والنساء، وخرج أبناء أهل مكة من الرجال و النساء ينظرون إلى جمعها وحسن هيئتهم.فلما قضت حجها سألها المكيون أن تجعل لهم مجلساً، فقالت: للغناء أم للحديث ؟ فقالوا: لهما جميعاً.قالت: ما كنت لأخلط جداً بهزل، وأبت أن تجلس للغناء.فقال عمرو بن أبي ربيعة: أقسمت على من كان في قلبه حبٌ لسماع غنائها إلا خرج معها إلى المدينة، فإني خارجٌ معها.فخرجت في جمعٍ كثيرٍ من الأشراف وغيرهم أكثر من جمعها بالمدينة.فلما قدمت المدينة تلقاها الناس والأشراف من الرجال والنساء، فدخلت بأحسن مما خرجت منها، وخرج الرجال والنساء فوقفوا على أبواب دورهم ينظرون إلى جمعها وإلى القادمين معها.فلما دخلت إلى منزلها وتفرق الناس إلى منازلهم ونزل أهل مكة على أقاربهم وإخوانهم، أتاها الناس مسلمين، وما استنكف من ذلك صغيرٌ ولا كبير.فلما مضى لمقدمها عشرة أيامٍ جلست للغناء، وقالت لعمر بن أبي ربيعة: إني جالسةٌ لك ولأصحابك، فإذا شئت فعد الناس.فغصت الدار بالأشراف من الرجال والنساء، وابتدأت جميلة فغنت بشعرٍ لعمر بن أبي ربيعة:

هيهات من أمة الرحمن منزلنا

إذا حللنا بسيف البحر من عدن

واحتل أهلك أجياداً فليس لنا

إلا التذكر أو حظ من الحزن

لو أنها أبصرت بالجزع عبرته

وقد تغرد قمرى على ففن

إذا رأت غير ما ظنت بصاحبها

وأيقنت أن لحجاً ليس من وطني

ما أنس لا أنس يوم الخيف موقفها

وموقفي وكلانا ثم ذو شجن

وقولها للثريا وهي باكيةٌ

والدمع منها على الخدين ذو سنن

بالله قولي من غير معتبةٍ

ماذا أردت بطول المكث في اليمن

إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها

فما أصبت بترك الحج من ثمن

فكلهم استحسن الغناء، وضج القوم لحسن ما سمعوا، وبكى عمر حتى جرت دموعه على ثيابه ولحيته.ثم أقبلت على ابن سريجٍ فقالت: هات، فغنى صوته بشعرٍ لعمر:

أليست بالتي قالت

لمولاةٍ لها ظهرا

أشيري بالسلام له

إذا ما نحونا نظرا

وقولي في ملاطفةٍ

لزينب نولي عمرا

وهذا سحرك النسوا

ن قد خبرنني الخبرا

ثم قالت لسعيد بن مسجح: هات يا أبا عثمان، فاندفع فغنى.ثم قالت: يا معبد هات، فاندفع فغنى فاستحسنته.ثم قالت: هات يا بن محرز، فإني لم أؤخرك لخساسةٍ بك ولا جهلاً بالذي يجب بالصناعة، ولكني رأيتك تحب من الأمور كلها أوسطها وأعدلها.فجعلتك حيث تحب واسطةً بين المكيين والمدنيين، فغنى.ثم قالت للغريض: هات يا مولى العبلات، فغنى بشعر عمرو بن شأس الأبيات، وفي آخرها:

أرادت عراراً بالهوان ومن يرد

عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم

فقالت: أحسن عمرو بن شأس ولم تحسن، إذ أفسدت غناءك بالتعريض، ووالله ما وضعناك إلا موضعك ولا نقصانك من حظك، فبماذا أهناك ! ثم أقبلت على الجماعة فقالت: يا هؤلاء اصدقوه وعرفوه نفسه ليقنع بمكانه.فأقبل القوم عليه وقالوا يا أبا زيد، قد أخطأت إن كنت عرضت.فقال: قد كان ذلك، ولست بعائد، وقام إلى جميلة فقبل طرف ثوبها واعتذر، فقبلت عذره وقالت: لا تعد، وأقبلت على ابن عائشة فقالت: يا أبا جعفر، هات، فغنى، فقالت: حسنٌ ما قلت.ثم أقبلت على نافع وبديح فقالت: أحب أن تغنيا جميعاً بصوتٍ ولحنٍ واحد، فغنيا.ثم أقبلت على الهذليين الثلاثة فقالت: غنوا صوتاً واحدا، فاندفعوا فغنوا.ثم أقبلت على نافع ابن طنبورة فقالت: هات يا نقش الغضارة ويا حسن اللسان، فاندفع فغنى، فقالت: حسنٌ والله.ثم قالت: يا مالك هات، فإني لم أؤخرك لأنك في طبقة آخرهم، ولكن أردت أن أختم بك، يومنا تبركاً بك، وكي يكون أول مجلسنا كآخره ووسطه كطرفه، فإنك عندي ومعبداً في طريقةٍ واحدةٍ ومذهبٍ واحد، لا يدفع ذلك إلا ظالمٌ ولا ينكره إلا عاضلٌ للحق، والحق أقول، فمن شاء أن ينكر، فسكت القوم كلهم إقراراً بما قالت.فاندفع فغنى:

عدوٌ لمن عادت وسلمٌ لسلمها

ومن قربت سلمى أحب وقربا

هبيني امرأً إما بريئاً ظلمته

وإما مسيئاً تاب بعد وأعتبا

أقول التماس العذر لما ظلمتني

وحملتني ذنباً وما كنت مذنبا

ليهنك إشمات العدو بهجرنا

وقطعك حبل الود حتى تقضبا

فقالت جميلة: يا مالك، ليت صوتك قد دام لنا ودمنا له ! وقطعت المجلس، وانصرف عامة الناس وبقي خواصهم.قال: ولما كان في اليوم الثاني حضر القوم جميعاً.فقالت لطويس: هات يا أبا عبد النعيم، فغنى:

قد طال ليلي وعادني طربي

من حب خودٍ كريمة الحسب

غراء مثل الهلال آنسةٍ

أو مثل تمثال صورة الذهب

صادت فؤادي بجيد مغزلةٍ

ترعى رياضاً ملتفة العشب

فقالت جميلة: حسنٌ والله يا أبا عبد النعيم.ثم قالت للدلال: هات يا أبا يزيد، فغنى، فاستحسنت غناءه.ثم قالت لهنب: إنا نجلك اليوم لكبر سنك ورقة عظمك، فقال: أجل.ثم قالت لبرد الفؤاد ونومة الضحى: هاتيا جميعاً لحناً واحداً، فغنيا، فقالت: أحسنتما.ثم قالت لفند وزجة وهبة الله: هاتوا جميعاً صوتاً واحداً، إنكم متفقون في الأصوات، فاندفعوا فغنوا.ثم غنت جميلة بشعر الأعشى:

بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا

واحتلت الغور فالجدين فالفرعا

واستنكرتني وما كان الذي نكرت

من الحوادث إلا الشيب والصلعا

تقول بنتي وقد قربت مرتحلاً

يارب جنب أبي الأوصاب والوجعا

وكان شيءٌ إلى شيءٍ فغيره

دهرٌ ملحٌ على تفريق ما جمعا

قال: فلم يسمع شيءٌ أحسن من ابتدائها بالأمس وختمها في اليوم، وقطعت المجلس وانصرف قومٌ وأقام آخرون.فلما كان في اليوم الثالث اجتمع الناس فضربت ستارةً وأجلست الجواري، فضربن كلهن، وضربت هي فضربت على خمسين وتراً فزلزلت الدار.ثم غنت على عودها وهن يضربن على ضربها:

فإن خفيت كانت لعينك قرةً

وإن تبد يوماً لم يعممك عارها

من الخفرات البيض لم تر غلظةً

وفي الحسب الضخم الرفيع نجارها

فما روضةٌ بالحزن طيبة الثرى

يمج الندى جثجاثها وعرارها

بأطيب من فيها إذا جئت موهناً

وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها

فدمعت أعين كثيرٍ حتى بلوا ثيابهم وتنفسوا الصعداء، وقالوا: بأنفسنا أنت جميلة ! ثم قالت للجواري: اكففن فكففن، وقالت: يا عز غني، فغنت بشعرٍ لعمر:

تذكرت هنداً وأعصارها

ولم تفض نفسك أوطارها

تذكرت النفس ما قد مضى

وهاجت على العين عوارها

لتمنح رامة منا الهوى

وترعى لرامة أسرارها

إذا لم تزرها حذار العدا

حسدنا على الزور زوارها

فقالت جميلة: يا عز، إنك لباقيةٌ على الدهر، فهنيئاً لك حسن هذا الصوت مع جودة هذا الغناء.ثم قالت لحبابة وسلامة: هاتيا لحناً واحداً، فغنتا فاستحسن غناؤهما.ثم أقبلت على خليدة فقالت: بنفسي أنت ! غني فغنت، فاستحسن منها ما غنت.ثم قالت لعقيلة والشماسية: هاتيا، فغنتا.ثم قالت لفرعة ونبيلة ونديمة ولذة العيش هاتين، فغنين، فقالت: أحسنتن.وقالت لسعيدة والزرقاء: غنيا، فغنتا.ثم قالت للجماعة فغنوا، وانقضى المجلس وعاد كل إنسانٍ إلى وطنه.فما رئي مجلسٌ ولا جمعٌ أحسن من هذه الأيام الثلاثة.وقد ذكر أبو الفرج ما غنى به كل واحدٍ منهم فأوردنا بعضه وتركنا بعضه اختصارا.وأخبارٌ جميلة كثيرة، قد ذكر منها أبو الفرج الأصفهاني جملةً تدل على أنها كانت مبجلةً عند الأشراف معظمةً عند المغنين، يأخذون عنها ويأتمرون بأمرها، ويسعون إليها، وينطقون إذا استنطقتهم، ويكفون إذا استكفتهم، وفيما قدمناه دلالةً على ذلك والله أعلم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي