نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار حكم الوادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار حكم الوادي

هو أبو يحيى الحكم بن ميمون، وقيل: الحكم بن يحيى بن ميمون.مولى الوليد بن عبد الملك، كان أبوه حلاقا يحلق رأس الوليد، فأشتراه فأعتقه.وكان حكمٌ طويلا أحول، يكري الجمال ينقل عليها الزيت من الشام إلى المدينة.وقيل: كان أصله من الفرس.وكان واحد عصره في الحذق، وكان يغني بالدف ويغني مرتجلا.وعمر عمرا طويلا، غنى الوليد بن عبد الملك، وغنى الرشيد، ومات في الشطر من خلافته.وأخذ الغناء عن عمر الوادي، وقد قيل: إن عمر أخذ عنه.قال حماد بن إسحاق قال لي أبي: أربعةٌ بلغت في أربعة أجناس من الغناء مبلغاً قصر عنه غيرهم: معبدٌ في الثقيل، وابن سريج في الرمل، وحكم في الهزج، وإبراهيم في الماخوري.قال أبو الفرج الأصفهاني: وزار حكمٌ الوادي الرشيد، فبره ووصله بثلثمائة ألف درهم، وخيره فيمن يكتب له بها عليه ؛ فقال: أكتب لي بها على إبراهيم بن المهدي وكان إبراهيم إذ ذاك عاملا له بالشام فقدم عليه حكمٌ بكتاب الرشيد ؛ فأعطاه ما كتب له به، ووصله بمثل ذلك، إلا أنه نقصه ألف درهم من الثلثمائة ألف، وقال له: لا أصلك بمثل ما وصلك أمير المؤمنين.قال إبراهيم بن المهدي: وأقام عندي ثلاثين يوماً أخذت عنه فيها ثلثمائة صوت، كل صوت أحب إلي من الثلثمائة ألف التي وهبتها له.وقيل: إنه لم يشتهر بالغناء حتى صار إلى بني العباس، فأنقطع إلى محمد بن أبي العباس، وذلك في خلافة المنصور، فأعجب به وأختاره على المغنين وأعجبته أهزاجه.وكان يقال: إنه أهزج الناس.ويقال: إنه غنى الأهزاج في آخر عمره ؛ فلامه ابنه على ذلك وقال: أبعد الكبر تغني غناء المخنثين ! فقال له: اسكت فإنك جاهل، غنيت الثقيل ستين سنة فلم أنل إلا القوت، وغنيت الأهزاج منذ سنتين فكسبتك ما لم تر مثله قط.والله أعلم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي