نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار خليدة المكية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار خليدة المكية

قال أبو الفرج: هي مولاةٌ لابن شماس، كانت هي وعقيلة وربيحة يعرفن بالشماسيات.وقد أخذت الغناء عن ابن سريجٍ ومالكٍ ومعبد. وروى أبو الفرج بسنده إلى الفضل بن الربيع أنه قال: ما رأيت ابن جامع يطرب لغناءٍ كما يطرب لغناء خليدة المكية.وكانت سوداء، وفيها يقول الشاعر:

فتنت كاتب الأمير رباحٍ

يا لقومي خليدة المكية

وغنت هشام بن عروة يوماً، فلما سمعها قال: اكتبي على صدرك 'قل هو الله أحدٌ' وبين يديك المعوذتين لا تصيبك العين. وقال عمر بن شبة: بلغني أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أرسل إلى خليدة المكية أبا عونٍ مولاه يخطبها عليه.فاستأذن فأذنت له وعليها ثيابٌ رقاقٌ لا تسترها، ثم وثبت فقالت: إنما ظننتك بعض سفهائنا، ولكنني ألبس لك ثياب مثلك ففعلت.وقال: قد أرسلني إليك مولاي، وهو من تعلمين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عثمان بن عفان ومن عليٍ وهو ابن عم أمير المؤمنين، يخطبك.قالت: قد نسبت فأبلغت، فاسمع نسبي أنا بأبي أنت ! إن أبي بيع على غير عقد الإسلام ولا عهده، فعاش عبداً ومات في رجله قيدٌ وفي عنقه سلسلةٌ على الإباق والسرقة، وولدتني أمي على غير رشدةٍ وماتت وهي آبقة، فأنا من تعلم.فإن أراد صاحبك نكاحاً مباحاً أو زناً صراحاً فهلم إلينا فنحن له.فقال: إنه لا يدخل في الحرام.فقالت: لا ينبغي أن يستحي من الحلال، فأما نكاح السر فلا والله لا فعلته ولا كنت عاراً على القيان.قال: فأتيت محمداً فأخبرته، فقال: ويحك ! أتزوجها مغنيةً وعندي بنت طلحة بن عبيد الله ! لا ! ولكن ارجع إليها فقل لها: تختلف إلي أردد بصري فيها لعلي أسلو، فرجعت إليها فأبلغتها الرسالة فضحكت وقالت: أما هذا فنعم، لسنا نمنعه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي