نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار شقنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار شقنا

بن عبد الواحد وخروجه بالأندلسكان خروجه بشرق الأندلس في سنة إحدى وخمسين ومائة وكان من بربر مكناسة يعلّم الصبيان وكانت أمّه تُدعى فاطمة فادّعى أنه من ولد فاطمة رضي الله تعالى عنها وأنه من ولد الحسين، وتُسمّى بعبد الله بن محمد وسكن شنتبرية واجتمع عليه خلق كثير من البربر وعظُم أمرُهُ فسار إليه عبد الرحمن فلم يقف له وزاغ في الجبال، فكان إذا أمن انبسط وإذا خاف صعد الجبال حيث يصعُب طلبه.فاستعمل عبد الرحمن على طليطلة حبيب بن عبد الملك، واستعمل حبيب على شنتبرية سليمان بن عفان بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وأمر بطلب شقنا فنزل شقنا إلى سليمان فقتله.واشتدّ ذِكر شقنا وطار اسمه، وغلب على ناحية قورية.وأفسد في الأرض، فعاد عبد الرحمن وغزاه في سنة اثنتين وخمسين ومائة بنفسه، فلم يثبت له شقنا، فأعياه أمره فعاد عنه، وسير إليه في سنة ثلاثٍ وخمسين بدراً مولاه، فهرب شقنا وأخلى حصنه شيطران، ثم غزاه عبد الرحمن بنفسه في سنة أربع وخمسين فلم يثبت له، فعاد عنه وبعث لحرْبه أبا عثمان عبد الله بن عثمان فخدعه شقنا وأفسد عليه جنده.فهرب عبد الله وغنم شقنا عسكره، وقتل جماعة من بني أمية كانوا في العسكر وذلك في سنة خمس وخمسين ومائة. وسار شقنا إلى حصن الهواريين وبه عامل لعبد الرحمن فمكر به شقنا حتى خرج إليه، فقتله وأخذ خيله وسلاحه وما كان معه.ولم يزل شقنا كذلك وعبد الرحمن يغزوه تارة بنفسه وتارة بجيوشه إلى سنة ستين ومائة فاغتاله أبو معْن وأبو خرَيم وهما من أصحابه، فقتلاه وأخذا رأسه ولحقا بعبد الرحمن واستراح الناس من شره !

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي