نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار شيبان الحروري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار شيبان الحروري

وما كان من أمره إلى أن قتلهو شيبان بن عبد العزيز أبو الدلفاء اليشكري. قال: ولما بايعوه بعد قتل الخيبري أقام يقاتل مروان، وتفرق عنه كثير من أصحابه، فبقي في نحو أربعين ألفا، فأشار عليهم سليمان بن هشام أن ينصرفوا إلى الموصل فيجعلوها ظهرهم. فارتحلوا وتبعهم مروان حتى انتهوا إلى الموصل فعسكروا شرقي دجلة، وعقدوا عليها جسراً، وخندق مروان بإزائهم، وأهل الموصل يقاتلون مع الخوارج، فأقام مروان ستة أشهرٍ يقاتلهم، وقيل تسعة أشهر. وكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بالمسير من قرقيسيا، بجميع من معه إلى العراق وعلى الكوفة المثنى ابن عمران العائذي، وهو خليفة الخوارج بالعراق، فلقي ابن هبيرة بعين التمر، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزمت الخوارج، ثم تجمعوا بالكوفة بالنخيلة فهزمهم ابن هبيرة، ثم اجتمعوا بالصراة، فأرسل إليهم شيبان عبيد بن سوارفي خيلٍ عظيمةٍ، فالتقوا بالصراة، فانهزمت الخوارج، وقتل عبيدة ولم يبق لهم بقيةٌ بالعراق، واستولى ابن هبيرة على العراق، وسار إلى واسط، وأخذ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وحبسه، ووجه نباتة بن حنظلة إلى سليمان بن حبيب وهو على كور الأهواز، فأرسل سليمان إلى نباتة داود بن حاتم، فالتقوا على شاطيء دجيل ؛ فانهزم الناس، وقتل داود بن حاتم. وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المرى إليه، فسيره في سبعة آلاف أو ثمانية، فبلغ شيبان خبره، فأرسل الجون بن كلاب الخارجي في جمع، فالتقوا فهزم عامرٌ ؛ فأمده مروان بالجنود، فقاتل الخوارج فهزمهم ؛ وقتل الجون، وسار إلى الموصل، فلما بلغ شيبان قتل الجون ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين، فارتحل بمن معه، وقدم عامر على مروان بالموصل فسيره في جمعٍ كثير في أثر شيبان، وأمره ألا يبدأه بقتالٍ، فإن قاتله شيبان قاتله، وإن أمسك عنه أمسك، فكان كذلك، حتى مر على الجبل، وخرج على بيضاء فارس، وبها عبد الله بن معاوية بن جعفر، وسار إلى نحو كرمان، فأدركه عامرٌ، فالتقوا واقتتلوا، وانهزم شيبان إلى سجستان فهلك بها، وذلك في سنة 1ثلاثين ومائة. وقيل: بل كان قتال شيبان ومروان على الموصل نحو شهر، ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس، وعامرٌ يتبعه، وسار إلى جزيرة ابن كاوان، ثم إلى عمان فقتله جلندي بن مسعود بن جيفر ابن جلندي الأزدي سنة 1أربع وثلاثين ومائة، وسنذكره إن شاء الله في أخبار الدولة العباسية. فلنرجع إلى تتمة حوادث سنة 1سبع وعشرين مائة وما بعدها. فيها كان من أخبار الأندلس وشيعة بني العباس ما نذكره إن شاء الله في مواضعه. وحج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو عامل مروان على مكة والمدينة والطائف، وكان العامل على العراق النضر ابن سعيد الحرشي، وكان من أمره وأمر ابن عمر والضحاك ما قدمنا ذكره.وكان بخراسان نصر بن سيار والكرماني، والحارث ابن سريج ينازعانه. وفيها مات سويد بن غفلة، وقيل سنة إحدى وثلاثين.وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وعمره مائة وعشرون سنة.والله تعالى أعلم. سنة 1ثمان وعشرين ومائة:

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي