نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار صاحب الزنج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار صاحب الزنج

وابتداء أمره وسبب خروجهكان خروجه في شوال سنة خمس وخمسين ومائتين - في خلافة المهتدي بالله - بفرات البصرة، وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجمع الزنج اللذين كانوا يكسحون السباخ، وعبر دجلة فنزل الديناري. قال أبو جعفر الطبري: وكان اسمه علي بن محمد بن عبد الرحيم، ونسبه في عبد القيس، وأمه ابنة علي بن رحيب بن محمد بن حكيم من أهل الكوفة، وهو أحد الخارجين على هشام بن عبد الملك، مع زيد بن علي بن الحسين، فلما قتل زيد هرب والتحق بالري، فجاء إلى قرية ورزنين فأقام بها، وجده عبد الرحيم رجل من عبد القيس، كان مولده بالطالقان وقدم العراق، واشترى جارية فأوكدها محمداً أباه. قال: وكان صاحب الزنج هذا في ابتداء أمره متصلاً بجماعة من حاشية المنتصر، منهم غانم الشطرنجي وسعيد الصغير، وكان معاشه منهم ومن أصحاب السلطان، وكان يمدحهم ويستميحهم بشعره ثم إنه شخص من سامرا سنة تسع وأربعين ومائتين إلى البحرين فادعى بها أنه علي بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله ابن عباس بن علي بن أبي طالب، ودعا الناس بهجر إلى طاعته، فاتبعه جماعة كثيرة من أهلها ومن غيرها، فجرى بين الطائفتين عصبية قتل فيها جماعة. قال: وكان أهل البحرين قد أخلوه محل نبي، وجبا الخراج ونفذ فيهم حكمه، وقاتلوا أصحاب السلطان بسببه، ثم تنكر له منهم جماعة، فانتقل عنهم إلى الأحشاء، ونزل على قوم يقال لهم بنو الشماس من بني سعد بن تميم فأقام فيهم، وفي صحبته جماعة من البحرين، منهم يحيى بن محمد الأزرق البحراني، وسليمان بن جامع - وهو قائد جيشه وكان ينتقل في البادية فذكر عنه أنه قال: أوتيت في تلك الأيام آيات من آيات إمامتي، ظاهرة للناس، منها إني لقنت سوراً من القرآن فجرى بها لساني، في ساعة واحدة وحفظتها في دفعة واحدة، منها سبحان والكهف وصّ، ومنها أني فكرت في الموضع الذي أقصده حيث نبت بي البلاد فأظلتني غمامة، وخوطبت منها فقيل لي: اقصد البصرة، وقيل عنه إنه قال لأهل البادية إنه يحيى بن عمر أبو الحسين، المقتول بالكوفة، فخدع أهلها فأتاه منهم جماعة كثيرة، فزحف بهم إلى الردم من البحرين، فكانت بينهم وقعة عظيمة، وكانت الهزيمة عليه وعلى أصحابه، قتلوا قتلا ذريعاً فتفرقت الأعراب عنه، فسار ونزل البصرة من بني ضبيعة، فاتبعه منهم جماعة منهم على بن أبان المهلبى، وكان قدومه البصرة في سنة أربع وخمسين ومائتين، وعاملها يوم ذاك محمد ابن رجاء الحضاري. فوافق قدومه فتنة أهل البصرة، بالبلالية والسعدية، فطمع في إحدى الطائفتين أن تميل إليه، فأرسل إليهم يدعوهم فلم يجبه من أهل البلد أحد، وطلبه ابن رجاء فهرب، فأخذ جماعة ممن كانوا يميلون إليه وحبسهم، وكان ممن حبس ابنه وابنته وزوجته وجارية له حاملاً منه، وسار يريد بغداد ومعه من أصحابه محمد بن سلم، ويحيى بن محمد، وسليمان بن جامع، وبريش القريعي، فلما صار بالبطيحة نذريه وبأصحابه، فدخل بغداد فأقام بها حولا، فانتسب إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد، فزعم بها أنه ظهر له آيات عرف بها ما في ضمائر أصحابه، وما يفعله كل واحد منهم، فاستمال جماعة من أهل بغداد منهم جعفر بن محمد الصوحاني، ومحمد بن القاسم، ومشرق ورفيق غلاما يحيى بن عبد الرحمن، فسمى مشرفاً حمزة وكنّاة أبا أحمد، وسمي رفيقاً جعفرا وكناه أبا الفضل، واتفق عزل محمد بن رجاء عن البصرة، فوثب رؤساء البلالية والسعدية فأخرجوا من كان في الحبس، فخلص أهله فيهم، فلما بلغه خلاص أهله رجع إلى البصرة، وكان رجوعه في شهر رمضان سنة خمس وخمسين ومائتين، ومعه علي بن أبان ويحيى بن محمد وسليمان ومشرق ورفيق، فوافوا البصرة فنزل بقصر القرشي على نهر يعرف بعمود بن المنجم، وأظهر أنه وكيل لولد الواثق في بيع السباخ. قال: وذكر ريحان، أحد غلمان الشورجيين وهو أول من صحبه منهم، قال: كنت موكلا بغلمان مولاي أنقل لهم الدقيق فأخذني أصحابه فصاروا بي إليه، وأمروني أن أسلم عليه بالإمرة ففعلت، فسألني عن الموضع الذي جئت منه فأخبرته، سألني عن أخبار البصرة فقلت لا علم لي، وسألني عن غلمان الشورجين وعن وأحوالهم وما يجري لهم فأعلمته، فدعاني إلى ما هو عليه فأجبته، فقال: إحتل فيمن قدرت عليه من الغلمان فأقبل بهم، ووعدني أن يقودني على من آتيه به، واستحلفني ألا أعلم أحداً بموضعه وأن أرجع إليه، وأخلى سبيلي وعدت إليه من الغد، وقد أتاه جماعة من غلمان الدباسين، فكتب في حريرة 'إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. . . .الآية' ورفعها علما، وما زال يدعوا غلمان أهل البصرة وهم يقبلون إليه، للخلاص من الرق والتعب، حتى اجتمع عنده خلق كثير، فخطبهم ووعدهم أن يقودهم ويملكهم، وحلف لهم الأيمان ألا يغدر بهم ولا يخذلهم، ولا يدع شيئاً من الإحسان إلا أتى به إليهم، فأتاه مواليهم وبذلوا له عن كل عبد خمسة دنانير، ليسلم إليه عبده، فبطح أصحابهم وأمر كل عبد أن يضرب مولاه أو وكيل مولاه خمسمائة شطب، ثم أطلقهم فمضوا نحو البصرة. ثم ركب في سفن هناك فعبر دجلاً إلى نهر ميمون، فأقام هناك والسودان تجتمع إليه إلى يوم الفطر، فخطبهم وصلى بهم وذكرهم ما كانوا فيه من الشقاء وسوء الحال، وأنّ الله تعالى أنقذهم من ذلك، وأنه يريد أن يرفع أقدارهم ويملكهم العبيد والأموال، فلما كان بعد يومين رأى أصحاب الحميري، فقاتلوه حتى أخرجوه من دجلة، فاستأمن إلى صاحب الزنج رجل يكنى بأبي صالح ويعرف بالقصير، في ثلاثمائة من الزنج، فلما كثروا جعل القواد منهم، وقال لهم: من أتى منكم برجل فهو مضموم إليه، وكان ابن أبي عوم قد نقل من واسط إلى ولاية الأبلة وكور دجلة، وسار قائد الزنج إلى المحمدية، فلما نزلها وافاه أصحاب ابن أبي عون، فصاح الزنج: السلاح ! ! وقاموا وكان منهم فتح الحجام، فقام وأخذ طبقاً كان بين يديه، فلقيه رجل من الشورجيين يقال له بلبل، فلما رآه فتح حمل عليه وحذفه بالطبق الذي بيده، فرمى سلاحه وولى هارباً، وانهزم أصحابه وكانوا أربعة آلاف، وقتل منهم جماعة ومات بعضهم عطشاً، وأسر منهم فضرب أعناقهم، ثم سار إلى القادسيّة فنهبها أصحابه بأمره، وما زال يتردد إلى أنهار البصرة، فوجد السودان داراً لبعض بني هاشم فيها سلاح فانتهبوه، فصار معهم ما يقاتلون به. فأتاه وهو بالسيب جماعة من أهل البصرة يقاتلونه، فوجه يحيى بن محمد في خمسمائة رجل فلقوا البصريين، فانهزم البصريون منهم وأخذوا سلاحهم، ثم قاتل طائفة أخرى عند قرية تعرف بقرية اليهود، فهزمهم أيضاً، وأثبت أصحابه في الصحراء، ثم أسري إلى الجعفرية فوضع في أهلها السيف، فقتل أكثرهم وأتى منهم أسرى فأطلقهم، وألقى جيشاً كبيراً للبصريين مع رميس وعقيل، فهزمهم وقتل منهم خلقاً كثيراً، وكان معهم سفن فهبت ريح فألقتها إلى الشط، فنزل الزنج وقتلوا من وجدوا فيها وغنموا ما فيها، وكان معه رميس سفن فركبها ونجا، فأنفذ صاحب الزنج فأخذها ونهب ما فيها، ثم نهب القرية المعروفة بالمهلبية وأحرقها، وعاث في الأرض وأفسد، ثم لقيه قائد من قواد الأتراك، يقال له أبو هلال في أربعة آلاف مقاتل، فاقتتلوا على نهر الريان، فحمل السودان عليهم حملة صادقة، فقتلوا صاحب علمه فانهزم أبو هلال وأصحابه، وتبعهم السودان فقتلوا من أصحاب أبي هلال أكثر من ألف وخمسمائة رجل، وأخذوا منهم أسرى فأمر صاحب الزنج بقتلهم، ثم أتاه من أخبره أن الزينبي قد أعد له الجند والمتطوعة والبلالية السعدية، وهم خلق كثير، وأنهم قد أعدوا الحبال لتكتيف من يأخذونه من السودان، وأن المقدم عليهم أبو منصور أحد موالي الهاشميين، فأرسل على بن أبان في مائة أسود ليأتيه بخبرهم، فلقي طائفة منهم فهزمهم، وصار من معهم من العبيد إلى علي بن أبان، وأرسل طائفة أخرى من أصحابه، إلى موضع فيه ألف وتسعمائة سفينة ومعها من يحفظها، فلما رأوا الزنج هربوا عنها، فأخذ الزنج السفن وأتوا صاحبهم بها، فلما أتوه جلس على نشز من الأرض، وكان في السفن قوم حجاج وأرادوا أن يسلكوا طريق البصرة، فناظرهم فصدقوه في قوله، وقالوا له: لو كان معنا فضل نفقة لأقمنا معك فأطلقهم، وأرسل طليعة تأتيه بخبر ذلك العسكر فأتاه بخبرهم: أنهم قد أتوا بخلق كثير، فأمر محمد بن سلم على ابن أبا أن يعقدوا لهم بالنخيل، وقعد هو على جبل مشرف، فلم يلبث أن طلعت الأعلام و الرجال، فأمر الزنج فكبروا وحملوا عليهم، فحملت الخيول فتراجع الزنج حتى أتوا لجبل، ثم حملوا فثبتوا لهم، وقتل من الزنج فتح الحجام، وصدق الزنج الحملة فأخذوهم بين أيديهم، وجرح محمد بن سلم، وحملوا عليه فقتلوا منهم، وانهزم الناس وذهبوا كل مذهب، وتبعهم السودان إلى نهر بيان فوقعوا في الوحل، فقتلهم السودان وغرق كثير منهم، وأتى الخبر إلى الزنوج بأن لهم كميناً، فساروا إليه فإذا الكمين في ألف من المغاربة، فقاتلوهم قتالاً شديداً، ثم حمل السودان عليهم فقتلوهم أجمعين وأخذوا سلاحهم، ثم وجه أصحابه فرأوا مائتي سفينة، فيها دقيق فأخذوه ومتاع فنهبوه، ونهب المعلى بن أيوب، ثم سار فرأى مسلحة الزينبي فقاتلوه، فقاتلهم فقتلهم أجمعين، وكانوا مائتين، ثم سار فنهب قرية منذران، ورأى فيها جمعاً من الزنج ففرقهم على قواده، ثم سار فلقيه ستمائة فارس مع سليمان ؛ ابن أخي الزيني، ولم يقاتله فأرسل من ينهب، فأتوه بغنم وبقر فذبحوا وأكلوا، وفرق أصحابه في إنتهاب ما هناك. ثم سار صاحب الزنج يريد البصرة، حتى إذا قابل النهر المعروف بالرياحي، أتاه قوم من السودان، فأعلموه أنهم رأوا في الرياحي بارقة، فلم يلبث إلا يسيرا حتى تنادى السودان: السلاح السلاح ! ! فأمر علي بن أبان بالعبور إليهم، فعبر في ثلاثمائة رجل، وقال له: إن احتجت إلى مدد فاستمدني، فلما مضى على بن أبان صاح الزنج، السلاح السلاح ! ! لحركة رأوها في جهة أخرى، فوجه محمد بن سلم بجمع فحاربهم من وقت الظهيرة إلى وقت العصر، ثم حمل الزنوج حملة صادقة فهزموهم، وقتلوا من أهل البصرة والأعراب زهاء خمسمائة، ورجعوا إلى صاحبهم، ثم أقبل علي بن أبان في أصحابه - وقد هزموا من بإزائهم وقتلوا منهم، ومعه رأس ابن أبي الليث البلالي القواريري من أعيان البلالية، ثم سار من الغد عن ذلك المكان، ونهى أصحابه عن دخول البصرة، فتسرع بعضهم فلقيهم أهل البصرة في جمع عظيم، وانتهى الخبر إليه فوجه محمد بن سلم وعلي بن أيان ومشرقاً وخلقاً كثيراً، وجاء هو يسايرهم فلقوا البصريين، فأرسل إلى أصحابه ليتأخروا، عن المكان الذي فيه، فتراجعوا فأكب عليهم أهل البصرة فانهزموا، وذلك عند العصر، ووقع الزنوج في نهر كبير، وقتل منهم جماعة وغرق جماعة وتفرق الباقون، وتخلف صاحبهم عنهم وبقي في نفر يسير فنجاً، ثم لحقهم وهو متحيرون لفقده، وسأل عن أصحابه فإذا ليس معه منهم إلا خمسمائة رجل، فأمر بالنفخ في البوق الذي يجتمعون إليه، فنفخ فيه فلم يأته أحد، وكان أهل البصرة قد انتهبوا السفن التي كانت للزنوج وبها متاعهم، فلما أصبح رأى أصحابه في ألف رجل، فأرسل محمد بن سلم إلى البصرة يعظهم ويعلمهم: ما الذي دعاه إلى الخروج ؟ فقتلوه، فلما كان يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ومائتين جمع أهل البصرة وحشدوا، لما رأوا من ظهورهم عليه، وانتدب لذلك رجل يعرف بحماد الساجي وكان من غزاة البحر، وله علم في ركوب السفن، فجمع المطوعة ورماة الأهداف وأهل المسجد الجامع ومن خف معه من البلالية والسعدية وغيرهم، وشحن ثلاثة مراكب مقاتلة، ومضى جمهور الناس رجالة، منهم من معه سلاح ومنهم نظارة، فدخلت المراكب في المد والرجالة على شاطىء النهر، فلما علم صاحب الزنج بذلك وجه طائفة من أصحابه مع زريق الأصفهاني كمينا في شرفي النهر، وطائفة مع شبل وحسين الحمامي في غربية كمينا، وأمر علي بن أبان أن يلقي أهل البصرة وأن يتستر هو ومن معه - بتراسهم، ولا يقاتل حتى يظهر أصحابه، وتقدم إلى الكمينين - إذا جازوهم أهل البصرة - أن يخرجوا ويصيحوا بالناس، وبقى هو في نفر يسير من أصحابه، وقد هاله ما رأى من كثرة الجمع، فثار أصحابه إليهم وظهر الكمينان من جانبي النهر وراء السفن والرحالة، فضربوا من ولى من الرجالة والنظارة، فغرقت طائفة وقتلت طائفة وهرب الباقون إلى الشط، فأدركهم السيف فمن ثبت قتل، ومن ألقى نفسه في الماء غرق، فهلك أكثر ذلك الجمع فلم ينج إلا الشريد، وكثر المفقودون من أهل البصرة، وعلا العويل من نسائهم، وهذا اليوم يسمى يوم الشذا - وهو يوم أعظمه الناس، وكان فيمن قتل جماعة من بني هاشم وغيرهم في خلق كثير لا يحصى، وجمعت الرؤوس لصاحب الزنج، فأتاه جماعة من أولياء المقتولين فأعطاهم ما عرفوا، وجمع الرؤوس التي تطلب في جريبيه وأطلقها، فوافت البصرة فجاء الناس وأخذوا كل ما عرفوه منها، وقوى صاحب الزنج بعد هذا اليوم، وتمكن الرعب في قلوب أهل البصرة وأمسكوا عن حربه، وكتب الناس إلى الخليفة بخبر ما كان، فوجه إليهم جعلان التركي مددا، وأمر بالأحوص الباهلي بالمصير إلى الأبله والبا، وأمده بقائد من الأتراك يقال له جريح، وانصرف صاحب الزنج بأصحابه في آخر النهار إلى سبخة - وهي سبخة أبي قرة - وبث أصحابه يميناً وشمالاً للغارة والنهب. ووصل جعلان إلى البصرة في سنة ست وخمسين ومائتين، ونزل بمكان بينه وبين صاحب الزنج فرسخ، وخندق عليه وعلى أصحابه وأقام ستة أشهر في خندقه، وجعل يوجه الزيني وبني هاشم ومن خف لحرب الزنج، ثم سار جعلان للقائه فلم يكن بينهم إلا الرمي بالحجارة والسهام، ولا يجد جعلان إلى لقائه سبيلا لضيق المكان عن مجال الخيل، وكان أكثر أصحاب جعلان خيالة، فلما طال مقامه في خندقه أرسل صاحب الزنج أصحابه إلى مسالك الخندق، فبينوا حعلان وقتلوا من أصحابه جماعة، وخاف الباقون خوفاً شديداً، وكان الزيني قد جمع البلالية والسعدية ووجه بهم من مكانين، وقتلوا صاحب الزنج فظفر بهم وقتل منهم مقتله عظيمة، فترك جعلان خندقه وسار إلى البصرة، وظهر عجزه للسلطان فصرفه عن حرب الزنج، وأمر سعيد الحاجب بمحاربتهم، وتحول صاحب الزنج بعد ذلك من السبخة - التي كان فيها - ونزل بنهر أبي الخصيب، وأخذ أربعة وعشرين مركبا من مراكب البحر، وأخذ منها أموالاً عظيمة لا تحصى، وقتل من فيها وأنهبها أصحابه ثلاثة أيام، وأخذ لنفسه بعد ذلك من النهب.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي