نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار صمصام الدولة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار صمصام الدولة

وهو أبو كالنجار المرزبان بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه. ولما توفي عضد الدولة اجتمع القّواد والأمراء على ولده أبي كالنجار المرزبان، فبايعوه، وولّوه الإمارة، وركب الخليفة الطائع للَّه، وعزاه، ولقبه، وقال له: نضر الَّله وجه الماضي، وجعلك الخلف الباقي، وصيّر التعزية بعده لك لابك، والخَلَف عليك لا منك.قال: ولما رجع خلع على أخويه أبي الحسين أحمد، وأبي طاهر فيروز شاه وأٌطعهما فارس، وأمرهما بالجد في المسير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرذيل إلى شيراز، وكان عند وفاة أبيه بكرمان، فلما وصلا إلى أرّجان أتاهما الخبر بوصول شرف الدولة إلى شيراز، فعاد إلى الأهواز، وملك شرف الدولة بلاد فارس، وقبض على نصربن هارون النصراني وزير أبيه، وقتله لأ، ه كان يسيء صحبته أيام أبيه، وخطب صمصام الدولة، وأظهر مشافقته، وفرَّق الأموال، وجمع الرجال، وملك البصرة، وأقطعهما أخاه أبا الحسين، فلما اتَّصل ذلك بصمصام الدولة سيَّرجيشاً، واستعمل عليهم الأمير أبا الحسن على بن ونقش حاجب عضد الدولة، فجهز تاج الدولة عسكراً، واستعمل عليهم أبا الأعز دبيس بن عفيف الأسدي، فالتقيا بظاهر قُرقوب، واقتتلوا، فانهزم عسكر صمصام الدولة، وأسر ابن ونقش مقدم الجيش، فاستولى حينئذ أبو الحسين بن عضد الدولة على الأهواز، ورامهرمز وطمع في الملك، وكانت هذه الواقعة في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين، وفي سنة خمس وسبعين وثلثمائة ملك شرف الدولة الأهواز من أخيه أبي الحسين، وملك البصرة من أخيه أبي طاهر، وقبض عليه، فراسله أخوه صمصام الدولة، فاستقر الأمر على أن يخطب لشرف الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة، وفي خلال مسير الرسل وعودهم ملك شرف الدولة واسط، وغيرها، وكاتبه القواد، فرجع عن الصلح، وعزم على قصد بغداد.واللَّه أعلم.

ذكر ملك شرف الدولة أبي الفوارس شيرذيل بن عضد الدولة العراق

والقبض على صمصام الدولة

وفي سنة ست وسبعين وثلثمائة سار شرف الدولة من الأهواز إلى واسط، وملكها، فاستشار صمصام الدولة أصحابه في قصد أخيه شرف الدولة، فنهوه عن ذلك، وحذروه منه، فلم يرجع إليهم، وسار في طيار إليه، فلما وصل إليه لقيه شرف الدولة، وأكرمه، وطيب قلبه، ثم قبض عليه بعد قيامه من عنده، وأرسل إلى بغداد من احتاط على دار الملكة، وسار فوصل إلى بغداد في شهر رمضان، ونزل بالشقيقى، ومعه صمصام الدولة، ثم سيره إلى بلاد فارس، واعتقله بقلعة هناك، فكانت إمارة صمصام الدولة بالعراق ثلاث سنين وأحد عشر شهراً.وكان صمصام الدولة كريم النفس ندَّى الكف إلا أنه كثرت في أيامه الخوارج، وعنم الغلاء، فاستنفذ ذلك أمواله، ولم يتعدَّ أمره العراق. وزراؤه: أول من وزر له.أبو عبد الَّله الحسين بن أحمد بن سعدان ثماينة عشر شهراً، فاعتقله، ثم اشترك في الوزارة بين أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف، وأبي الحسن بن برمويه، وكان قد أخصاه بعد أولاده إلياس بن كرمان، فأقاما شهرين، ويومين بعد أن انفرد عبد العزيز بالوزارة ثلاثة أشهر، واتفقت فتنة، فانهزم عبد العزيز إلى الأهواز، وقتل ابن برمويه، وفيها يقول بشير بن هارون:

وزارة قد أثخنت كل عين

مقسومة الرتبة في ساقطين

هذا بلا ذقن ولا عارض

وذا بلا رأى ولا خصيتين

ومن أعاجيب أحاديثنا

ما ذكره قد شاع في الخافقين

أنا نرى الخصى بلا لحية

والناقص المجبوب ذا لحيتين

ثم استوزر بعدهما الأستاذ أبا الريان أحمد بن محمد سبعة أشهر، وتسعة أيام، وقبض عليه، وقتله، ثم استوزر أبا عبد اللَّه بن الهيثم، وأبا الفتح محمد بن فارس شركة، فأقاما بقية أيامه إلى أن ملك شرف الدولة، فقبض على أبي الفتح، وصادره، وإعاد بن الهيثم إلى ديوان النفقات.واللَّه أعلم بالصواب.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي