نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار صنجيل الفرنجي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار صنجيل الفرنجي

وما كان منه في حروبه وحصار طرابلس والطوبان وملك أنطرسوسوفي سنة خمس وتسعين وأربعمائة لقي صنجيل الملك قلج أرسلان صاحب قونية، وصنجيل في مائة ألف مقاتل وقلج في عدد يسير، واقتتلوا، فانهزم الفرنج وأسر كثير منهم، وفاز قلج بالظفر والغنيمة.ومضى صنجيل مهزوماً في ثلاثمائة، فوصل إلى الشام، فأرسل فخر الملك بن عمار صاحب طرابلس إلى الأمير جناح الدولة بحمص وإلى الملك دقاق بدمشق يقول: من الصواب معاجلة صنجيل إذ هو في العدد يسير. فخرج إليه جناح الدولة بنفسه وسير دقاق ألفي مقاتل، أتتهم الإمداد من طرابلس.وصافوا صنجيل فأخرج مائة ن عسكره إلى أهل طرابلس ومائة إلى عسكر دمشق وخمسين إلى عسكر حمص وبقي هو في خمسين. فأما عسكر حمص فانهزموا عند المشاهدة تبعهم عسكر دمشق. وأما عسكر طرابلس فإنهم قتلوا المائة الذين قاتلوهم، فحمل صنجيل في المائتين الباقيتين، فكسروا أهل طرابلس وقتلوا منهم سبعة آلاف رجل ونازل طرابلس وحصرها. وأتاه أهل الجبل فأعانوه على حصرها، هم وأهل السواد، لأن أكثرهم نصارى.فقاتل من بها أشد قتال، فقتل من الفرنج ثلاثمائة: ثم هادنهم ابن عمار على مال وخيل، فرحل صنجيل عنهم إلى مدينة أنطرسوس، وهي من أعمال طرابلس، فحصرها وفتحها.وقتل من بها من المسلمين. ورحل إلى حصن الطوبان، ومقدمه ابن العريض، فقاتلهم فنصر عليهم وأسر فارساً من أكابر فرسانهم، فبذل فيه صنجيل عشرة آلاف دينار وألف أسير فلم يجبه ابن العريض إلى ذلك. ثم سار صنجيل إلى حصن الأكراد فحصره، فجمع أمير جناح الدولة عسكره ليسير إليه ويكبسه، فقتله باطنيٌ بالمسجد الجامع.فلما قُتل صبح صنجيل حمص من الغد ونازلها وملك أعمالها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي