نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار محمد بن الأشعث

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار محمد بن الأشعث

قال أبو الفرج: كان محمد بن الأشعث القرشي ثم الزهري كاتباً، وكان من فتيان أهل الكوفة وظرفائهم، وكان يقول الشعر ويغني فيه.فمن ذلك قوله في سلامة زرقاء بن رامين:

أمسى لسلامة الزرقاء في كبدي

صدعٌ يقيم طوال الدهر والأبد

لا يستطيع صناع القوم يشعبه

وكيف يشعب صدع الحب في الكبد

إلا بوصل التي من حبها انصدعت

تلك الصدوع من الأسقام والكمد

وكان ملازماً لابن رامين ولجاريته سلامة الزرقاء، فشهر بذلك، فلامه قومه في فعله فلم يحفل بمقالتهم، وطال ذلك منه ومنهم، حتى رأى بعض ما يكره في منزل ابن رامين، فمال إلى سحيقة جارية زريق ابن منيح مولى عيسى بن موسى، وكان زريق شيخاً كريماً نبيلاً، يجتمع إليه أشراف أهل الكوفة من كل حيٍ، وكان الغالب على منزله رجلاً من ولد القاسم بن عبد الغفار العجلي كغلبة محمد بن الأشعث على منزل ابن رامين، فتلازما على ملازمة زريق.وفي ذلك يقول محمد بن الأشعث:

يا بن رامين بحت بالتصريح

في هواي سحيقة ابن منيح

قينةٌ عفةٌ ومولًى كريمُ

ونديمٌ من اللباب الصريح

ربعيٌ مهذبٌ أريحيٌ

يشتري الحمد بالفعال الربيح

نحن منه في كل ما تشتهي الأن

فس من لذةٍ وعيشٍ نجيج

عند قومٍ من هاشمٍ في ذراها

وغناءٍ من الغزال المليح

في سرورٍ وفي نعيمٍ مقيم

قد أمنا من كل أمرٍ قبيح

فاسل عنا كما سلوناك إني

غير سالٍ عن ذات نفسي وروحي

حافظٌ منك كل ما كنت قد ضي

عت مما عصيت فيه نصيحي

فالقى ما حييت منى لك الده

ر بودٍ لمنيتي ممنوح

يا ابن رامين فالزمن مسجد الح

ي بطول الصلاة والتسبيح

قال عمر بن نوفل وهو راوي هذه الأبيات: فلم يدع ابن رامين شريفاً بالكوفة إلا تحمل به على ابن الأشعث وهو يأبى أن يرضى عنه وأن يعاود زيارته، حتى تحمل عليه بالجحواني، وهو محمد بن بشر بن جحوان الأسدي وكان يومئذٍ على الكوفة، فكلمه فرضي عنه وعاد إلى زيارته، ولم يقطع منزل زريق.وقال في سحيقة:

سحيقة أنت واحدة القيان

فما لك مشبهٌ فيهن ثاني

فضلت على القيان بفضل حذقٍ

فحزت على المدى قصب الرهان

سجدن لك القيان مكفراتٍ

كما سجد المجوس لمزربان

ولا سيما إذا غنت بصوتٍ

وحركت المثالث والمثاني

شربت الخمر حتى خلت أني

أبو قابوس وقاس أو عبد المدان

فإعمال اليسار على الملاوي

ومن يمناك ترجمة البيان

ولمحمد بن الأشعث أصوات لها فيها غناء.منها:

رحبت بلادك يا أمامه

وسلمت ما سجعت حمامه

وسقى ديارك كلما

حنت إلى السقيا غمامه

إني وإن أقصيتني

شفقٌ أحب لك الكرامة

وأرى أمورك طاعةً

مفروضةً حتى القيامة

وله غير ذلك من الأصوات.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي