نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار من خالفه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار من خالفه

قال: وبقيت بقية من المنافقين عليه، فساروا إلى بلد كتامة، فأقاموا غلاماً حدثاً من جبل أوراس من جهة أورسه وزعموا أنه المهدي، ثم نحلوه النبوة، وزعموا أن الوحي يأتيه، وقالوا: أبو عبد الله حي لم يمت ؛ وأباحوا الزنا، وأحلوا المحارم، وزحفوا إلى ميلة فأخذوها.فبلغ ذلك عبيد الله فأخرج لهم ولي العهد في عسكر فحاصرها مدة، ثم قاتلوه فهزمهم حتى انتهى بهم إلى البحر، وقتل منهم خلقاً كثيراً، وأخذ الغلام الذي نصبوه فأتى به إلى أبيه، فأمر بقتله، فقتل. وخالف عليه أهل طرابلس، فأخرج إليهم عسكراً مع أبي يوسف، فحاصرها، ثم انصرف عنها ولم يفتحها، فخرج إليها بعد ذلك أبو القاسم، وقد قدموا على أنفسهم ابن إسحاق القرشي، وكان خروجه يوم الأحد لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة، فحاصروها وضيق على من بها حتى أكلوا الجيف، ففتحوا في آخر شهر رجب من السنة، فعفا عنهم، لكنه غرمهم جميع ما أنفق من مال وغيره، وكانت جملته ثلاثمائة ألف وأربعين ألف دينار، وحمل وجوه رجالهم معه إلى رقاده رهائن، واستخلف عليها، وانصرف.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي