نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار يحيى بن مرزوق المكي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار يحيى بن مرزوق المكي

هو أبو عثمان يحيى بن مرزوق المكي، مولى بني أمية، وكان يكتم ذلك لخدمته للخلفاء من بني العباس ؛ وكان إذا سئل عن ولائه أنتمى إلى قريش، ولم يذكر البطن الذي ولاؤه له، ويستعفى من يسأله عن ذلك. قال الأصفهاني:وعمر يحيى المكي مائة وعشرين سنة، وأصاب بالغناء ما لم يصبه أحدٌ من نظرائه ومات وهو صحيح العقل والسمع والبصر.وكان قدم مع الحجازيين الذين قدموا على المهدي في أول خلافته فبقي بالعراق.وكان أبن جامع وإبراهيم الموصلي وفليح يفزعون إليه في الغناء القديم فيأخذونه عنه، ويعابي بعضهم بعضا بما يأخذونه منه.فإذا خرجت لهم الجوائز أخذوه منها ووفروا نصيبه.وله صنعة عجيبةٌ نادرة متقدمة.قال: وله كتاب في الأغاني ونسبها وأجناسها كبير جليل مشهور، إلا أنه كالمطروح عند الرواة لكثرة تخليطه في رواياته ؛ والعمل على كتاب أبنه أحمد، فإنه صحح كثيرا مما أفسده وأزال ما عرفه من تخاليط أبيه، وحقق ما نسبه من الأغاني إلى صانعه.قال: وهو يشتمل على نحو ثلاثة آلاف صوت. قال أحمد بن سعيد:كانت صنعة يحيى ثلاثة آلاف صوت، منها زهاء ألف صوت لم يقاربه فيها أحدٌ.وسئل أبنه أحمد عن صنعة أبيه فقال: الذي صح عندي منها ألف صوت وثلثمائة صوت، منها مائة وسبعون صوتا، غلب فيها على الناس جميعا من تقدم منهم ومن تأخر، فلم يقم له أحد فيها. قال أحمد بن يحيى قال لي إسحاق: يا أبا جعفر لأبيك مائة وسبعون صوتاً من أخذها عنه بمائة وسبعين ألف درهم فهو الرابح.والله أعلم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي