نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار يوسف بلكين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار يوسف بلكين

ابن زيري بن منادولي الرئاسة على صنهاجة بعد مقتل أبيه.فكان أول ما بدأ به أنه - لما جاءه الخبر بقتل أبيه وهو بآشير - جمع وحشد.ونهض لطلب دم أبيه، فاجتمع له خلق كثير.فقال: 'لا يخرج معي أحد ممن حضر مقتل واليد' فلم يخرج معه منهم غير ثلاثة رجال.ومضى مسرعاً حتى لحق بزناتة.فجرت بينه وبينهم حروب صبرت فيها صنهاجة صبراً جميلاً.ثم انهزمت زناتة، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وسبي جميع نسائهم، ونهب أموالهم.وهرب من بقي منهم.ونزل في موضع المعركة ثلاثة أيام.فشكا صنهاجة ريح القتلى.فنادى أن لا يطبخ في العسكر قدر إلا على ثلاثة رؤوس من رؤوس القتلى.وجل الجثي أكواماً.وصعد المؤذنون فأذنوا عليها.ثم رجع إلى آشير. فلما اتصل بالمعز لدين الله ما فعل يوسف بزناتة، أعجبه ذلك وسر بقتلهم.فزاده على ما كان لأبيه المسيلة وأعمالها التي كانت لجعفر بن علي. ثم كتب المعز إلى يوسف في المحرم سنة إحدى وستين وثلاثمائة في القدوم عليه وأن لا يتشاغل بقتال أحد.وأمره أن لا يعترض زناتة ولا غيرها في هذا الوقت، وأن يستعمل اللين والرفق بزناتة، ويرد عليهم ما سبي من نسائهم وأولادهم.فامتثل يوسف ما أمره المعز به.ورد على زناتة سباياهم.وتجهز للمسير إليه.واستعمل على تاهرت وآشير والمسيلة وبسكرة وطبنة وباغاية ومجانة عمالاً من عبيده.وسار حتى قدم على المعز.فلما دخل عليه، أكرمه وأثنى عليه وحمد أفعال، وذكر فراسته فيه واختياره له.وخلع عليه خلعته التي كانت عليه.ونزع سيفه فقلده إياه بيده.وأمر أن يحمل بين يديه عند خروجه من عنده أربعون تختاً من فاخر الكسا ومعها رزم مما يخلع على أصحابه.وقادوا بين يديه أربعين فرساً بالسروج المحلاة المثقلة.فشق ذلك على الكتاميين وحسدوه وتكلموا عليه عند المعز وعابوه، فلم يضره ذلك.ولما عزم المعز على الرحيل إلى مصر.أتاه بلكين بألفي جمل لحمل أمواله من إبل زناتة.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي