نهاية الأرب في فنون الأدب/أخبار يوسف بن تاشفين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخبار يوسف بن تاشفين

قال: واستقامت له الأمور.وتزوج زينب بنت إبراهيم زوجة أبي بكر بن عمر، وكانت حظية عنده، وأميرة عليه.وكذلك جميع الملثمين ينقادون لأمور نسائهم، ولا يسمون الرجل إلا بأمه فيقولون: ابن فلانة، ولا يقولون: ابن فلان. وكانت زينب لها عزم وحزم.حكى عنها أن زرهون - ويعرف بابن خلوف - وكان له أدب، فبلغ زينب أنه مدح حواء امرأة سير بن أبي بكر وفضّلها على سائر النساء بالجمال والكمال.فأمرت بعزله عن القضاء.فوصل إلى أغمات واستأذن عليها.فدخل البواب وأعلمها به، فقالت: قل له: امض إلي التي مدحتها تردك إلى القضاء.فبقي بالباب أياماً حتى نفدت نفقته. فأتى إلى خادمها فقال له: إن مولاتك صرفتني ونقمت على مدحي لامرأة سير.ولو علمت أن ذلك يغضبها ما قلته.وقد نفدت نفقتي، وأردت بيع هذا المهر، وعزّ على أن يصير في يد من لا يستحقه، وأنا أحب أن تعطيني مثقالين أتزود بهما إلى أهلي.وخذ المهر فأنت أحق به.فسر الخادم وأعطاه مثقالين وأخذ المهر.ودخل على مولاته زينب وهو فرحان.فقالت له: ما شأنك ؟ فأخبرها الخبر.فرقت للقاضي وندمت على ما فعلت به.وقالت: اذهب فأتني به الساعة.فأحضره إليها.فقالت له: تمدح زوجة سير وتفضلها على سائر النساء، وخرجت في وصفك لها عن الحد، وزعمت أن ليس في الأرض أجمل منها، وما هذه منزلة القضاء ولا يليق بك أن تنزل نفسك في هذه المنزلة.فقال ارتجالاً:

أنت بالشمس لا حقه

وهي بالأرض لاصقه

فمتى ما مدحتها

فهي من سير طالقه

فقالت له: يا قاضي، طلقتها منه ؟ قال: نعم، ثلاثة وثلاثة وثلاثة.فضحكت حتى اتضحت وقالت له: والله، لا شم لها قفاً أبداً.وكتبت إلى يوسف برده إلى القضاء، فرده.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي