أخذ الزنج الأهواز
قال: ولما فرغ صاحب الزنج من الأبله وعبادان طمع في الأهواز، واستنهض أصحابه وسار إليها، فهرب من بها من الجند ومن أهلها ولم يبق إلا القليل، فدخلها وأخربها، وكان بها إبراهيم بن المدبر يتولى الخراج فأخذوه أسيراً، بعد أن قاتل وجرح ونهب جميع ماله، وذلك لإثنتي عشرة ليلة مضت من رمضان من السنة، فخافه أهل البصرة وانتقل كثير من أهلها إلى البلدان. وأما إبراهيم بن المدبر فإن صاحب الزنج وكل به وحبسه في بيت يحيى بن محمد البحراني، فكان به سنة سبع وخمسين ومائتين، فأرغب الموكلين به بمال فأطلقوه، فخرج هو وابن أخ له ورجل هاشمي.