نهاية الأرب في فنون الأدب/أخذ الزنج البصرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أخذ الزنج البصرة

وتخريبهاقال: وفي شوال سنة سبع وخمسين ومائتين جمع صاحب الزنج أصحابه لدخول البصرة، وتخريبها لضعف أهلها وتفرقهم، وكان منصور الخياط قد أمسك عن حربه بعد تلك الوقعة التي ذكرها، واقتصر على تخفير القيروانات والسفن، فامتنع أهل البصرة فعظم ذلك على صاحب الزنج، فتقدم إلى علي بن أبان بالمقام بالخيزرانية ليشغل منصورا عن تسيير القيروانات، وكان علي بنواحي جي والخيزرانية، ثم أمر محمد بن يزيد الداري - وهو أحد من صحبه بالبحرين - أن يخرج إلى الأعراب فيجمعهم، فخرج إليهم فأتاه منهم خلق كثير فأناخوا بالقندل، ووجه إليهم سليمان بن موسى الشعراني، وأمرهم بطرق البصرة والإيقاع بها ليتمرن الأعراب على ذلك، ثم انهض علي بن أبان وضم إليه طائفة من الأعراب، وأمره باتيان البصرة من ناحية بني سعد، وأمر يحيى بن محمد البحراني بإتيانها من ناحية نهر عدي وضم إليه سائر الأعراب، فكان أول من واقع أهل البصرة على بن أبان، وبغراج يومئذ بالبصرة في جماعة من الجند، فأقام يقاتلهم يومين ومال الناس نحوه، وأقبل يحيى بن محمد فيمن معه نحو الجسر، فدخل على بن أبان البصرة وقت صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال، فأقام يقتل ويحرق يوم الجمعة وليلة السبت ويوم السبت، ثم عاد يحيى إلى البصرة يوم الأحد فتلقاه بغراج في جمع، فردوه يومه ذلك، ثم غاداهم يوم الإثنين فدخل وقد تفرق الجند، وانحاز بغراج ومن معه، ولقيه إبراهيم بن يحيى المهلبي فاستأمنه لأهل البصرة فأمنهم، فنادى إبراهيم: من أراد الأمان فليحضر دار إبراهيم، فحضر أهل البصرة قاطبة حتى ملئوا الرحاب اجتماعهم انتهز الفرصة لئلا يتفرقوا فغدر بهم، وأمر أصحابه بقتلهم فكان السيف يعمل فيهم وأصواتهم مرتفعة بالشهادة، فقتل ذلك الجمع كله ولم يسلم منهم إلا النادر، ثم انصرف يومه ذلك، ودخل علي بن أبان إلى الجامع فأحرقه، وأحرقت البصرة من عدة مواضع، واتسع الحريق من الجبل إلى الجبل، وعظم الخطب وعمها القتل والنهب والإحراق، وقتلوا كل من رأوه بها، فمن كان من أهل اليسار أخذوا ماله وقتلوه، ومن كان فقيراً قتلوه لوقته، فبقوا كذلك عدة أيام، ثم أمر يحيى أن ينادي بالأمان ليظهروا فلم يظهر أحد، ثم انتهى الخبر إلى صاحب الزنج فصرف على بن أبان عنها، وأقر يحيى عليها لموافقته هواه في كثرة القتل، وصرف علياً لإبقائه على أهلها، فهرب الناس على وجوههم، وصرف صاحب الزنج جيشه عن البصرة. قال: ولما أخرب البصرة انتمى إلى زيد لمصير جماعة من العلويين إليه، وترك الانتساب إلى عيسى بن زيد، وانتسب إلى يحيى بن زيد، قال القاسم بن الحسن النوفلي: كذب، ابن يحيى لم يعقب غيره بنت ماتت وهي ترضع.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي