أخذ الفرما
وهلاك بغدوين الفرنجي صاحب القدسوفي سنة إحدى عشرة وخمسمائة أغار بغدوين ملك الفرنج على الفرما وقتل جميع من بها، وأحرق جامعها ومساجدها، وذلك بعد أن حاصرها أياماً والفرما كانت بلدة بين القصير والغرابي من منال الرمل، وهي الآن خراب.وقصد بغدوين مصر فرحل عن الفرما.ورجع إلى البيت المقدس، وهو مثقل بالمرض، فهلك بموضع يقال له جور قبل وصوله إلى العريش.فشق الفرنج بطنه وألقوا مصارينه هناك، فهي ترجم إلى وقتنا هذا، ودخلوا بجثته، فدفنوها بقمامة بالبيت المقدس. وفي سنة إحدى عشرة وخمسمائة رتب ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة، ونظر الحسبة وظلم وعسف، وهو الذي بنى المسجد بسوق الخيل المعروف: بالذخيرة، ومسجد لا بالله، وسبب تسميته بلك أنه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم، فيقولون لا بالله، فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة.ولم يعمل فيه صانع إلا وهو مكره مقيد.فابتلى الله ذخيرة الملك بأمراض شديدة، لما مات تجنب الناس الصلاة عليه وتشييعه.