أسرى بدر
كانت عدة من أسر من المشركين في يوم بدر سبعين رجلا على ما ورد في الصحيح ودلت عليه الآية في قوله تعالى: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها يعنى يوم أحد، وكان قد قتل من المسلمين يوم أحد سبعون رجلا، والذي أنضبط لنا بالأسماء من ستة وستون رجلا.من بنى عبد المطلب بن هاشم أربعة نفر، وهم: العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أسره أبوه اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو الخزرجى، وكان رجلا قصيرا، والعباس رجلا طويلا ضخما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لقد أعانك عليه ملك كريم'.وعقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب، أسره عبيد بن أوس بن مالك الأوس، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وعتبة، حليف لهم من بنى فهر، قال: وكان العباس وعقيل خرجا مكرهين.ومن بنى المطلب بن عبد مناف خمسة نفروهم: السائب بن عبيد بن عبد يزيد ابن هاشم بن المطلب، ونعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب، وعقيل بن عمرو حليف لهم، وأخوه تميم بن عمرو، وابنه عمرو بن تميم.ومن بنى عبد شمس بن عبد مناف تسعة نفر وهم: عمرو بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، والحارث بن أبى وجزة - ويقال: وحرة بن أبى عمرو - ابن أمية، وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس، وأبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، وخالد بن أسيد بن أبى العيص.ومن حلفائهم: أبو ريشة بن أبى عمرو، وعمرو بن الأزرق، وعقبة بن الحارث بن الحضرمى، وأبو العريض يسار، مولى العاص بن أمية.ومن بنى نوفل بن عبد مناف أربعة نفر، وهم: عدى بن الخيار بن نوفل وعثمان بن عبد شمس، حليف لهم من مازن بن منصور، وأبو ثور، حليف لهم ونبهان، مولى لهم.ومن عبد الدار بن قصى ثلاثة نفر وهم: أبو عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، والأسود بن عامر حليف لهم، وعقيل، حليف لهم من اليمن.ومن بنى أسد بن عبد العزى بن قصى أربعة نفر وهم: السائب بن أبى حبيش ابن المطلب بن أسد، والحويرث بن عباد بن أسد.قال ابن هشام: هو الحارث بن عائذ بن عثمان بن أسد، وعبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث، وسالم بن شماخ، حليف لهم.ومن بنى تيم بن مرة رجلان وهما: مسا فع بن عياض بن صخرة بن عامر ابن كعب بن سعد بن تيم، وجابر بن الزبير، حليف لهم.ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة عشرة نفر وهم: خالد بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أسره سواد بن غزية، وأمية بن أبى حذيقة ابن المغيرة، والوليد بن الوليد بن المغيرة، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وصيفى ابن أبى رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأبو المنذر بن أبى رفاعة ابن عابد، وأبو عطاء عبد الله بن السائب بن عابد، وقيس بن السائب، والمطلب ابن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، وخالد بن الأعلم، حليف لهم من خزاعة، ويقال: عقيلى.وزعموا أنه أول من فر منهزما، وهو الذي يقول:
ولسنا على الأدبار تدمى كلوا منا
ولكن على أعقابنا تقطر الدما
ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب خمسة نفروهم: أبو وداعة ابن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم، وهو أول أسير افتدى من ، افتداه ابنه المطلب بن أبى وداعة، وفروة بن قيس بن عدى بن حذافة بن سعيد ابن سهم، وحنظلة بن قبيصة بن حذاقة بن سعيد بن سهم، والحجاج بن الحارث ابن قيس بن عدى بن سعيد بن سهم، وأسلم، مولى نبيه بن الحجاج.ومن بنى جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب أحد عشر نفرا وهم: عبد الله بن أبى بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأخوه عمرو بن أبى، وأبو عزة عمرو ابن عبد الله بن عثمان بن وهب بن حذافة بن جمح والفاكه، مولى أمية بن خلف ووهب بن عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، وربيعة بن دراج بن العنبس بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وأبو رهم بن عبد الله حليف لهم، وموليان لأمية بن خلف، أحدهما: نسطاس، وأبو رافع، غلام أمية ابن خلف.قال أبن هشام: وحليف لهم ذهب عنى اسمه.ومن بنى عامر بن لؤي خمسة نفروهم: سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر، أسره مالك بن الدخشم أخوه بنى سالم ابن عوف، وعبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود، وعبد الرحمن بن مشنوء ابن وقدان بن قيس بن عبد ود، وحبيب بن جابر، والسائب ابن مالك.ومن بنى الحارث بن فهر أربعة نفر وهم: الطفيل بن أبى قنيع، وعتبة بن عمرو ابن جحدم، وشافع، وشفيع، حليفان لهم من اليمن.
ذكر خبر أسارى بدر وما كان من فدائهم
ومن من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطلقه منهم، ومن أسلم بسبب ذلكقال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزاة بدر ومعه الأسارى سمع العباس وهو يئن ويتأوه، قد ألمه الوثاق، فقلق رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة لذلك، فاستأذنه أصحابه رضى الله عنهم، في أن ينفسوا عن العباس وثاقه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن فعلتم ذلك بجميع الأسرى فنعم وإلا فلا.أو كما قال: فنفسوا عن جميع الأسرى.ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرق الأسارى بين أصحابه وقال: 'استوصوا بهم خيرا'.ثم جاءه جبريل عليه السلام في أمر الأسارى فقال: إن شئتم قتلتموهم، وان شئتم أخذتم منهم الفداء، واستشهد قابلا منكم سبعون.قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، فجاءوا - أو من جاء منهم - فقال: 'هذا جبريل يخيركم بين أن تقدموهم فتقتلوهم، وبين أن تفادوهم ويستشهد قابلا منكم بعدتهم'.فقالوا: بل نفاديهم ويدخل قابلا منا الجنة سبعون.ففادوهم.رواه محمد بن سعد.وروى ابن قتيبة عن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: 'افد نفسك وابنى أخويك: عقيل بن أبى طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وحليفك، فانك ذو مال'.فقال: يا رسول الله، إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهونى.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الله أعلم بإسلامك إن يكن ما تقول حقا فالله يجزيك به، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا'.قال: فانه ليس لي مال.قال: فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل بمكة حين خرجت وليس معكما أحد ؟ ثم قلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا، ولعبد الله كذا'.قال: والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله.ففدى نفسه بمائة أوقية، وكل واحد بأربعين بأوقية، وقال: تركتني أسأل الناس في كفى.قال: وأسلم العباس، وأمر عقيلا فأسلم.وروى محمد بن سعد قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم': افد نفسك'.قال: مالي شئ أفتدى به.قال.'افد نفسك بروحك التي بجدة'.فقال: والله ما علم أحد أن لي بجدة رماحا غيري بعد الله، أشهد أنك رسول الله.ففدى نفسه بها، وكان ألف رمح.وقيل: كان إسلام نوفل وهجرته أيام الخندق.قال ابن إسحاق: وكانت قريش حين ورد عليهم الخبر بمصرع أصحاب بدر ناحوا على قتلاهم، ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفدا.فقال المطلب ابن أبى وداعة: صدقتم، لا تعجلوا ؛ وأنسل من الليل فقدم المدينة، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم، وانطلق به.ثم بعثت قريش في فداء الأسارى، فكان أعلى ما فدى به أسير أربعة آلاف درهم فما دونها إلى ألف درهم.وقال محمد في طبقاته: كان فداء أسارى يوم أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فمن لم يجد عنده شيئا أعطى عشرة من غلمان المدينة، فعلمهم الكتابة، فإذا حذقوا فهم فداؤه.وكان أهل مكة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون.قال: فكان زيد بن ثابت ممن علم.