نهاية الأرب في فنون الأدب/في أسطقس النار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في أسطقس النار

وأسمائها، وعبادها، وبيوت النيرانحكى أصحاب التواريخ في حدوث النار أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض وحج، ونزل جبل أبي قبيس.فأنزل الله إليه مرختين من السماء، فحك إحداهما بالأخرى فأوريا نارا، فلهذا سمي الجبل بأبي قبيس. ويدل على أن النار من الشجر، وقوله عز وجل: 'الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون'. والعرب تقول: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار.لأنهما أسرع اقتداحا. قال الله عز وجل: 'أفرأيتم النار التي توقدون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون'. وقال أصحاب الكلام في الطبائع: إن الله عز وجل جمع من النار الحركة، والحرارة، واليبوسة، واللطافة، والنور.وهي تفعل بكل صورة من هذه الصور خلاف ما تفعل بالأخرى. فبالحركة تعلي الأجسام ؛ وبالحرارة تسخن ؛ وباليبوسة تجفف ؛ وباللطافة تنفذ ؛ وبالنور تضيء ما حولها. ومنفعة النار تختص بالإنسان دون سائر الحيوان.فلا يحتاج إليها شيء سواه، وليس به عنها غني في حال من الأحوال. ولهذا عظمتها المجوس، وقالوا: إذ أفردتنا بنفعها، فنفردها بتعظيمها.على أنهم يعظمون جميع ما فيه منعة على العباد، فلا يدفنون موتاهم في الأرض، ولا يستنجون في الأنهار.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي