نهج البلاغة/في استنفار الناس إلى أهل الشام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في استنفار الناس إلى أهل الشام

في استنفار الناس إلى أهل الشام - نهج البلاغة

في استنفار الناس إلى أهل الشام أفٍّ لكم قد سئمت عتابكم. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً. وبالذلّ من العزّ خلفاً. إذا دعوتكم إلى جهاد عدوّكم دارت أعينكم كأنّكم من الموت في غمرةٍ. ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون فكأنّ قلوبكم مألوسةٌ فأنتم لا تعقلون. ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي وما أنتم بركنٍ يمال بكم ولا زوافر عزٍّ يفتقر إليكم ما أنتم إلاّ كإبلٍ ضلّ رعاتها. فكلّما جمعت من جانبٍ انتشرت من آخر. لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون. وتنقص أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلةٍ ساهون. غلب والله المتخاذلون وايم الله إنّي لأظن بكم أن لو حمس الوغى واستحرّ الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالبٍ انفراج الرأس والله إنّ امرأً يمكّن عدوّه من نفسه يعرق لحمه ويهشم عظمه. ويفرى جلده لعظيمٌ عجزه ضعيفٌ ما ضمنّت عليه جوانح صدره أنت فكن ذاك إن شئت فأمّا أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفيّة تطير منه فراش الهام. وتطيح السواعد والأقدام. ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء. أيّها الناس إنّ لي عليكم حقا ولكم عليّ حقّ. فأمّا حقّكم عليّ فالنصيحة لكم. وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا. وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب. والإجابة حين أدعوكم. والطاعة حين آمركم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي