نهج البلاغة/في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية

في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية - نهج البلاغة

في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية

ومن كمال الأضحية استشراف أذنها وسلامة عينها. فإذا سلمت الأذن والعين سلمت الأضحية وتمّت. ولو كانت عضباء القرن تجرّ رجلها إلى المنسك قال الرضى والمنسك هنا المذبحومن خطبة له عليه السلامفتداكّوا عليّ تداكّ الإبل الهيم يوم وردها قد أرسلها راعيها وخلعت مثانيها حتّى ظننت أنهم قاتليّ أو بعضهم قاتل بعضٍ لديّ. وقد قلّبت هذا الأمر بطنه وظهره. فما وجدتني يسعني إلا قتالهم أو الجحود بما جاءني به محمّد صلى الله عليه وآله فكانت معالجة القتال أهون عليّ من معالجة العقاب. وموتات الدنيا أهون عليّ من موتات الآخرة.

ومن كلام له عليه السلام

وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفّين أمّا قولكم أكلّ ذلك كراهية الموت فوالله ما أبالي أدخلت إلى الموت أو خرج الموت إليّ. وأمّا قولكم شكاًّ في أهل الشام فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلاّ وأنا أطمع أن تلحق بي طائفةٌ فتهتدي بي وتعشوا إلى ضوئي، وذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء بآثامها.

ومن كلام له عليه السلام

ولقد كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا. ما يزيدنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً ومضيّاً على اللقم وصبراً على مضض الألم وجدّاً في جهاد العدوّ. ولقد كان الرجل منّا والآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون. فمرّةً لنا من عدوّنا. ومرّةً لعدوّنا منّا. فلمّا رأى الله صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت وأنزل علينا النصر حتّى استقر الإسلام ملقياً جرانه. ومتبوّئاً أوطانه. ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدّين عمودٌ. ولا اخضرّ للإيمان عودٌ. وايم الله لتحتلبنّها دماً، ولتتبعنّها ندماً.

ومن كلام له عليه السلام لأصحابه

أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجلٌ رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد. فاقتلوه ولن تقتلوه. ألاّ وإنّه سيأمركم بسبّي والبراءة منّي. فأمّا السبّ فسبّوني فإنّه لي زكاةٌ ولكم نجاةٌ. وأمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّي فإنّي ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإيمان والهجرة. ^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي