نهج البلاغة/في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في صفة من يتصدى للحكم بين الأمّة وليس لذلك بأهلٍ

في صفة من يتصدى للحكم بين الأمّة وليس لذلك بأهلٍ - نهج البلاغة

في صفة من يتصدى للحكم بين الأمّة وليس لذلك بأهلٍ

إنّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان: رجلٌ وكله إلى نفسه فهو جائرٌ عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعةٍ. ودعاء ضلالةٍ. فهو فتنة لمن افتتن به. ضالٌّ عن هدى من كان قبله. مضلٌّ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته. حمّالٌ خطايا غيره. رهنٌ بخطيئته ورجلٌ قمش جهلاً. موضعٌ في جهّال الأمّة عادٍ في أغباش الفتنة. عمٍ بما في عقد الهدنة قد سمّاه أشباه الناس عالماً وليس به. بكّر فاستكثر من جمعٍ ما قلّ منه خيرٌ ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من آجنٍ. واكتنز من غير طائرٍ. جلس بين الناس قاضياً. ضامناً لتخليص ما التبس على غيره. فإن نزلت إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً رثّاً من رأيه ثمّ قطع به. فهو من ليس الشبهات في نسج العنكبوت. لايدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ. وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب. جاهلٌ خبّاط جهالاتٍ. عاش ركّاب عشواتٍ لم يعضّ على العلم بضرسٍ قاطعٍ يذري الروايات إذراء الريح الهشيم. لا مليءٌ والله بإصدار ما ورد عليه. ولا هو أهلٌ لما فوّض إليه. لا يحسب العلم في شىءٍ ممّا أنكره ولا يرى أنّ من وراء ما بلغ مذهباً لغيره. وإن أظلم أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه. تصرخ من جور قضائه الدماء. وتعجّ منه المواريث إلى الله أشكو من معشرٍ يعيشون جهّالاً ويموتون ضلاّلاً ليس فيهم سلعةٌ أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته. ولاسلعةٌ أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه. ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر.

ومن كلام له عليه السلام

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي