نهج البلاغة/في وقت الشورى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في وقت الشورى

في وقت الشورى - نهج البلاغة

في وقت الشورى

لم يسرع أحدٌ قبلي إلى دعوة حقٍّ، وصلة رحمٍ، وعائدة كرمٍ فاسمعوا قولي، وعوا منطقي. عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى فيه السيوف، تخان فيه العهود، حتّى يكون بعضكم أئمةً لأهل الضلالة، وشيعةً لأهل الجهالة. ومن كلام له عليه السلام في النهي عن عيب الناسوإنّما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاً وعيّره ببلواه. أمّا ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ممّا هو أعظم من الذنب الذي عابه به وكيف يذمّه بذنبٍ قد ركب مثله، فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه ممّا هو أعظم منه. وايم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجرأته على عيب الناس أكبر. يا عبد الله، لا تعجل في عيب أحدٍ بذنبه فلعلّه مغفورٌ له، ولا تأمن على نفسك صغير معصيةٍ فلعلّك معذّبٌ عليه. فلنكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلاً له على معافاته ممّا ابتلى به غيره.

ومن كلام له عليه السلام

أيّها الناس من عرف من أخيه وثيقة دينٍ وسداد طريقٍ فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرجال. أما إنّه قد يرمي الرامي وتخطيء السهام ويحيل الكلام، وباطل ذلك يبور والله سميعٌ وشهيدٌ. أما إنّه ليس بين الحقّ والباطل إلاّ أربع أصابع فسئل عليه السلام عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثمّ قال: الباطل أن تقول سمعت والحقّ أن تقول رأيت.

ومن كلام له عليه السلام

وليس لواضع المعروف في غير حقّه وعند غير أهله من الحظّ فيما أتى إلاّ محمدة اللئام، وثناء الأشرار، ومقالة الجهاّل، مادام منعماً عليهم. ما أجود يده وهو عن ذات الله بخيلٌ !. فمن آتاه الله مالاً فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة، وليفكّ به الأسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم، وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب، فإنّ فوزاً بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله.

ومن خطبةٍ له عليه السلام

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي