نهج البلاغة/من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطيبة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كتابٍ له عليه السَّلام إلى الأسود بن قطيبة

من كتابٍ له عليه السَّلام إلى الأسود بن قطيبة - نهج البلاغة

من كتابٍ له عليه السَّلام إلى الأسود بن قطيبة

صاحب حلوان

أمَّا بعد فإنَّ الوالي إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيراً من العد. فليكن الناس عندك في الحقِّ سواءً فإنَّه ليس في الجور عوضٌ من العدل. فأجتنب ما تنكر أمثاله، وابتذل نفسك فيما افترض الله عليك راجياً ثوابه ومتخوِّفاً عقابه. وأعلم أن الدُّنيا دار بليَّةٍ لم يفرغ صاحبها قطُّ ساعةً إلاَّ كانت فرغته عليه حسرةً يوم القيامة. وأنَّه لن يغنيك عن الحقِّ شيءٌ أبدأً. ومن الحقَّ عليك حفظ نفسك والاحتساب على الرعيَّة بجهدك، فإنَّ الذي يصل إليك من ذلك أفضل من الذي يصل بك. والسلام.

من كتابٍ له عليه السَّلام إلى العمال الذين يطأ الجيش عملهم

من عبد الله على أمير المؤمنين إلى من به الجيش من جباة الخراج وعمال البلاد. أمَّا بعد فإنِّي قد سيرَّت جنوداً هي مارَّةٌ بكم إن شاء الله، وقد أوصيتهم بما يجب لله عليهم من كفِّ الأذى وصرف الشَّذى. وأنا أبرأ إليكم وإلى ذمتكم من معرَّة الجيش إلاَّ من جوعة المضطرِّ لا يجد عنها مذهباً إلى شبعه. فنكلَّوا من تناول منهم شيئاً ظلماً عن ظلمهم. وكفُّوا أيدي سفهائكم عن مضادَّتهم والتَّعرض لهم فيما استثنيناه منهم. وأنا بين أظهر الجيش فادفعوا إلى مظالمكم. وما عراكم ممَّا يغلبكم من أمرهم ولا تطيقون دفعه إلاَّ بالله وبي فأنا أغيره بمعونة الله إن شاء الله.

من كتابٍ له عليه السَّلام كميل بن زياد النَّخعيِّ وهو عامله على هيت ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدوِّ طالباً الغارة:

أمَّا بعد فإن تضييع المرء ما ولي وتكلفه ما كفي لعجزٌ حاضرٌ ورأى متبَّرٌ. وإن تعاطيك الغارة على أهل قرقيسيا وتعطيلك مسالحك التي ولَّيناك ليس بها من يمنعها ولا يردُّ الجيش عنها لرأي شعاعٌ. فقد صرت جسراً لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك، غير شديد المنكب، ولا مهيب الجانب، وسادٍ ثغرةً، ولا كاسرٍ شوكةً، ولا مغنٍ عن أهل مصره، ولا مجزٍ عن أميره.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي