نهج البلاغة/من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كتابٍ له عليه السلام إلى زياد بن أبيه

من كتابٍ له عليه السلام إلى زياد بن أبيه - نهج البلاغة

من كتابٍ له عليه السلام إلى زياد بن أبيه

وهو خليفة عامله عبد الله بن عباس على البصرة. وعبد الله عامل أمير المؤمنين يومئذٍ عليها وعلى كور الأهواز وفارس وكرمانوإنَّي أقسم بالله قسماً صادقاً لئن بلغني أنك خنت من فئ المسلمين شيئاً صغيراً أو كبيراً لأشدَّنَّ عليك شدةً تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الأمر. والسلام.

ومن كتابٍ له عليه السلام إليه أيضاً

فدع الإسراف مقتصداً، وأذكر في اليوم غداً، وأمسك من المال بقدر ضرورتك، وقدم الفضل ليوم حاجتك. أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين. وتطمع - وأنت متمرِّغٌ في النعيم تمنعه الضعيف والأرملة - أن يوجب لك ثواب المتصدِّقين، وإنَّما المرء مجزيٌّ بما أسلف، وقادمٌ على ما قدَّم. والسلام.

من كتابٍ له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس وكان يقول ما انتفعت بكلامٍ بعد كلام رسول الله كانتفاعي بهذا الكلام.

أمَّا بعد فإنَّ المرء قد يسرُّه درك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه. فليكن سرورك بما نلت من آخرتك. وليكن أسفك على ما فاتك منها. وما نلت من دنياك فلا تكثر فيه فرحاً. وما فاتك منها فلا بأس عليه جزعاً. وليمكن همُّك فيما بعد الموت. ومن كلام له عليه السلام قاله قبيل موته على سيبل الوصيَّة لمَّا ضربه ابن ملجمٍ لعنه الله. وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئاً، ومحمَّد صلَّى الله عليه وآله فلا تضيِّعوا سنته. أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذمٌّ. أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرةٌ لكم، وغداً مفارقكم، إن أبق فأنا وليُّ دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي. وإن أعف فالعفو لي قربةُ وهو لكم حسنةٌ، فاعفوا ' ألا تحبون أن يغفر الله لكم '. والله ما فجئني من الموت واردٌ كرهته، ولا طالعٌ أنكرته. وما كنت إلا كقاربٍ ورد وطالبٍ وجد ' وما عند الله خيرٌ للأبرار '. أقول: وقد مضى بعض هذا الكلام فيما تقدَّم من الخطب إلا أن فيه ههنا زيادةً أوجبت تكريره.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي