نهج البلاغة/من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير

من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير - نهج البلاغة

من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير

ذكره أبو جعفرٍ الإسكافي في كتاب المقدِّمات في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام:

أمَّا بعد فقد علمتما - وإن كتمتما - أنِّي لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتّى بايعوني، وإنكما ممَّن أرادني وبايعني، وإن العامَّة لم تبايعني لسلطانٍ غالبٍ ولا لعرضٍ حاضرٍ، فإن كنتما بايعتماني طائعين فارجعا وتوبا إلى الله من قريبٍ، وإن كنتما بايعتماني كارهين فقد جعلتما لي عليكما السَّبيل بإظهار كما الطَّاعة وإسراركما المعصية، ولعمري ما كنتما بأحقِّ المهاجرين بالتقية والكتمان. وإن دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به. وقد زعمتما أنِّي قتلت عثمان، فبيني وبينكما من تخلف عنِّي وعنكما من أهل المدينة ثم يلزم كلُّ امرئٍ بقدر ما احتمل. فارجعا أيُّها الشيخان عن رأيكما فإن الآن أعظم أمركما العار من قبل أن يجتمع العار والنَّار. والسَّلام.

من كتاب له عليه السلام إلى معاوية

أمَّا بعد فإن الله سبحانه قد جعل الدُّنيا لما بعدها، وابتلى فيها أهلها ليعلم أيُّهم أحسن عملاً. ولسنا للدنيا خلقنا. ولا بالسَّعي فيها أمرنا، وإنما وضعنا فيها لنبتلي بها، وقد ابتلاني الله بك وابتلاك بي فجعل أحدنا حجَّةً على الآخر، فعدوت على طلب الدُّنيا بتأويل القرآن فطلبتني بما لم تجن يدي ولا لساني، وعصبته أنت وأهل الشام بي وألب عالمكم جاهلكم، وقائمكم قاعدكم. فاتق الله في نفسك. ونازع الشيطان قيادك. وأصرف إلى الآخرة وجهك فهي طريقنا وطريقك. وأحذر أن يصيبك الله منه بعاجل قارعةٍ لئن جمعتني وإيَّاك جوامع الأقدار لا أزال بباحتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

ومن وصية له عليه السَّلام وصى بها شريح بن هانئ لما جعله على مقدِّمته إلى الشام

أتق اله في كلَّ صباحٍ ومساءٍ، وخف على نفسك الدُّنيا الغرور ولا تأمنها على حالٍ. واعلم أنَّك إن لم تردع نفسك عن كثيرٍ مما تحبُّ مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثيرٍ من الضرر، فكن لنفسك مانعاً رادعاً ولنزوتك عند الحفيظة واقماً قامعاً.

من كتابٍ له عليه السَّلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة:

أمَّا بعد فإنِّي خرجي من حيِّي هذا إمَّا ظالماً وإمَّا مظلوماً، وإمَّا باغياً وإمَّا مبغياً عليه، وإنِّي أذكر الله من بلغه كتابي هذا لما نفر إلى فإن كنت محسناً أعانني وإن كنت مسيئاً استعتبني. ومن كتابٍ له عليه السَّلام كتبه إلى أهل الأمصار يقتص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفينوكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام. والظَّاهر أنَّ ربنَّا واحدٌ ونبيَّنا واحدٌ، ودعوتنا في الإسلام واحدةٌ. لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وآله ولا يستزيدوننا. الأمر واحدٌ إلاَّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براءٌ، فقلنا تعالوا نداو مالا يدرك اليوم بإطفاء النائرة وتسكن العامَّة، حتى يشتد الأمر ويستجمع، فنقوى على وضع الحقِّ مواضعه، فقالوا بل نداويه بالمكابرة، فأبوا حتى جنحت الحرب وركدت ووقدت نيرانها وحمست فلمَّا ضرَّستنا وإيَّاهم، وضعت مخالبها فينا وفيهم، أجابوا عند ذلك إلى الذي دعوناهم إليه، فأجبناهم إلى وانقطعت منهم المعذرة. فمن تمَّ على ذلك منهم فهو الذَّي أنقذه الله من الهلكة، ومن لجَّ وتمادي فهو الرَّاكس الذَّي ران الله على قلبه، وصارت دائرة السَّوء على رأسه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي