نهج البلاغة/من كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كتابٍ له عليه السلام إلى عمَّاله على الخراج

من كتابٍ له عليه السلام إلى عمَّاله على الخراج - نهج البلاغة

من كتابٍ له عليه السلام إلى عمَّاله على الخراج من عبد الله عليٍّ أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج. أمَّا بعد فإنَّ من لم يحذر ما هو صائرٌ إليه لم يقدِّم لنفسه ما يحرزها. واعلموا أنَّ ما كلِّفتم يسيرٌ وأنَّ ثوابه كثيرٌ. ولو لم يكن فيما نهى الله عنه من البغي والعدوان عقابٌ يخاف لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه. فأنصفوا الناس من أنفسكم. واصبروا لحوائجهم فإنَّكم خزَّان الرعيَّة ووكلاء الأمَّة وسفراء الأئمَّة. ولا تحسموا أحداً عن حاجته، ولا تحبسوه عن طلبته، ولا تبيعنَّ للناس في الخراج كسوة شتاءٍ ولا صيفٍ، ولا دابةً يعتملون عليها ولا عبداً، ولا تضربنَّ أحداً سوطاً لمكان درهمٍ، ولا تمسُّنَّ مال أحدٍ من الناس مُصلٍّ ولا معاهدٍ، إلا أن تجدوا فرساً أو سلاحاً يعدى به على أهل الإسلام فإنَّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام فيكون شوكةً عليه. ولا تدَّخروا أنفسكم نصيحةً، ولا الجند حسن سيرةٍ، ولا الرعيَّة معونةً، ولا دين الله قوةً. وأبلوا في سبيل الله ما استوجب عليكم، فإنَّ الله سبحانه قد اصطنع عندنا وعنكم أن نشكره بجهدنا، وأن ننصره بما بلغت قوَّتنا ولا قوَّة إلا بالله. ومن كتابٍ له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معنى الصلاةأمَّا بعد فصلُّوا بالناس الظهر حتى تفئ الشمس من مرب العنز وصلُّوا بهم العصر والشمس بيضاء حيَّةٌ في عضوٍ من النهار حين يسار فيها فرسخان. وصلُّوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج وصلُّوا بهم العشاء حسن يتوارى الشفق إلى ثلث الليل. وصلُّوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه. وصلُّوا بهم صلاة أضعفهم ولا تكونوا فتَّانين.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي