نهج البلاغة/من كتاب له عليه السلام إلى قثم بن العباس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كتابٍ له عليه السلام إلى قثم بن العباس

من كتابٍ له عليه السلام إلى قثم بن العباس - نهج البلاغة

من كتابٍ له عليه السلام إلى قثم بن العباس

وهو عامله على مكة

أمَّا بعد فإنَّ عيني بالمغرب كتب إليَّ يعلمني أنَّه وجَّه على الموسم أناسٌ من أهل الشام العمي القلوب، الصمِّ الأسماع، الكمه الأبصار، الذين يلتمسون الدنيا درَّها بالدين، ويشترون عاجلها بآجل الأبرار والمتَّقين. ولن يفوز بالخير إلا عامله، ولا يجزى جزاء الشرِّ إلا فاعله. فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصليب والناصح اللبيب، والتابع لسلطانه المطيع لإمامه. وإيَّاك وما يعتذر منه. ولا تكن عند النعماء بطراً ولا عند البأساء فشلاً. والسلام. ومن كتابٍ له عليه السلام إلى محمَّد بن أبي بكر لمَّا بلغه توجُّده من عزله بالأشتر عن مصر، ثمَّ توفِّي الأشتر في توجهه إلى مصر قبل وصوله إليهاأمَّا بعد فقد بلغني موجدتك من تسريح الأشتر إلى عملك وإنِّي لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهد ولا ازدياداً في الجدِّ. ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك. لوليتك ما هو أيسر عليك مؤونةً وأعجب إليك ولايةً. إنَّ الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان لنا رجلاً ناصحاً وعلى عدوِّنا شديداً ناقماً. فرحمه الله فلقد استكمل أيَّامه ولاقى حمامه ونحن عنه راضون. أولاه الله رضوانه وضاعف الثواب له، فأصحر لعدوِّك، وامض على بصيرتك، وشمِّر لحرب من حاربك، وادع إلى سبيل ربِّك، وأكثر الاستعانة بالله يكفك ما أهمَّك ويعنك على ما نزل بك إن شاء الله.

من كتابٍ له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمَّد بن أبي بكرٍ

أمَّا بعد فإنَّ مصر قد افتتحت ومحمَّد بن أبي بكرٍ رحمه الله قد استشهد. فعند الله تحتسبه ولداَ ناصحاً وعاملاً كادحاً وسيفاً قاطعاً وركناً دافعاً. وقد كنت حثثت الناس على لحاقه وأمرتهم بغياثه قبل الوقعة، ودعوتهم سرّاً وجهراً وعوداً وبدءاً، فمنهم الآتي كارهاً، ومنهم المعتلُّ كاذباً، ومنهم القاعد خاذلاً، اسأل الله أن يجعل لي منهم فرجاً عاجلاً، فوالله لولا طعمي عند لقائي عدوِّي في الشهادة وتوطيني نفسي على المنَّة لأحببت أن لا أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً ولا ألتقي بهم أبداً.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي