نهج البلاغة/من كلام له عليه السلام في معنى قتل عثمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كلام له عليه السلام في معنى قتل عثمان

من كلام له عليه السلام في معنى قتل عثمان - نهج البلاغة

من كلام له عليه السلام في معنى قتل عثمان

لو أمرت به لكنت قاتلاً. أو نهيت عنه لكنت ناصراً غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول خذله من أنا خيرٌ منه. ومن خذله لا يستطيع أن يقول نصره من خيرٌ منّي وأنا جامعٌ لكم أمره: استأثر فأساء الأثرة. وجزعتم فأسأتم الجزع ولله حكمٌ واقعٌ في المستأثر والجازع.

ومن كلام له عليه السلام لابن العباس لمّا أرسله إلى الزبير يستفيئه إلى طاعته قبل حرب الجمل

لا تلقينّ طلحة فإنّك إن تلقه تجده كالثور عاقصاً قرنه يركب الصعب ويقول هو الذلول. ولكن الق الزبير فإنّه ألين عريكةً فقل له يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا ممّا بدا أقول هو أوّل من سمعت منه هذه الكلمة أعني ' فما عدا ممّا بدا '

ومن خطبة له عليه السلام

أيّها الناس إنّا قد أصبحنا في دهرٍ عنودٍ. وزمن كنودٍ. يعدّ فيه المحسن مسيئاً. ويزداد الظالم فيه عتواً. لا ننتفع بما علمنا. ولا نسأل عمّا جهلنا. ولا نتخوف قارعةً حتّى تحلّ بنا. فالناس على أربعة أصنافٍ: منهم من لا يمنعه الفساد إلا مهانة نفسه وكلالة حدّه ونضيض وفره. ومنهم المصلت لسيفه. والمعلن بشرّه. والمجلب بخيله ورجله. قد أشرط نفسه وأوبق دينه. لحطام ينتهزه. أو مقنبٍ يقوده. أو منبرٍ يفرعه. ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمناً وممّا لك عند الله عوضاً. ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا قد طامن من شخصه وقارب من خطوة وشمّر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة واتّخذ ستر الله ذريعةً إلى المعصية ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه. وانقطاع سببه. فقصرته الحال عن حاله فتحلّى باسم القناعة وتزيّن بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك في مراحٍ ولا مغدًى. وبقي رجالٌ غضّ أبصارهم ذكر المرجع. وأراق دموعهم خوف المحشر. فهم بين شريدٍ نادٍ. وخائفٍ مقموعٍ. وساكتٍ مكعوم. وداعٍ مخلصٍ. وثكلان موجعٍ. قد أخملتهم التقيّة وشملتهم الذلّة فهم في بحرٍ أجاجٍ. أفواههم ضامزة. وقلوبهم قرحةٌ. قد وعظوا حتّى ملّوا وقهروا حتّى ذلّوا. وقتلوا حتّى قلّوا. فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم واتّعظوا بمن كان قبلكم. قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم. وارفضوها ذميمةً فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم أقول هذه الخطبة ربّما نسبها من لا علم له إلى معاوية وهي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا يشكّ فيه وأين الذهب من الرغام والعذب من الأجاج. وقد دلّ على ذلك الدليل الخرّيت ونقده الناقد البصير عمرو بن بحرٍ الجاحظ فإنّه ذكر هذه الخطبة في كتاب البيان والتبيين وذكر من نسبها إلى معاوية ثمّ قال هي بكلام عليّ عليه السلام أشبه، وبمذهبه في تصنيف الناس وبالإخبار عمّا هم عليه من القهر والإذلال ومن التقيّة والخوف أليق قال ومتى وجدنا في حالٍ من الأحوال يسلك في كلامه مسلك الزهاد. ومذاهب العبّاد.

ومن خطبة له عليه السلام

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي