نهج البلاغة/من كلام له عليه السلام لما بويع بالمدينة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كلام له عليه السلام لمّا بويع بالمدينة

من كلام له عليه السلام لمّا بويع بالمدينة - نهج البلاغة

من كلام له عليه السلام لمّا بويع بالمدينة

ذمّتي بما أقول رهينةٌ. وأنا به زعيمٌ. إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات حجزته التقوى عن تقحّم الشبهات ألا وإنّ بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيّكم صلّى الله عليه وآله والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلةً. ولتغربلنّ غربلة. ولتساطنّ سوط القدر حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقنّ سابقون كانوا قصروا. وليقصرنّ سبّاقون كانوا سبقوا. والله ما كتمت وشمةً ولا كذبت كذبةً. ولقد نبّئت بهذا المقام وهذا اليوم. ألا وإنّ الخطايا خيلٌ شمسٌ حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحّمت بهم في النار. ألا وإنّ التقوى مطايا ذللٌ حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنة. حقٌ وباطلٌ. ولكلٍّ أهلٌ فلئن أمر الباطل لقديماً فعل. ولئن قلّ الحقّ فلربّما ولعلّ. ولقلّما أدبر شىءٌ فأقبل. أقول إنّ في هذا الكلام الأدنى من مواقع الإحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان. وإنّ حظّ العجب منه أكثر من حظّ العجب به وفيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسانٌ. ولا يطّلع فجّها إنسانٌ. ولا يعرف ما أقول إلاّ من ضرب في هذه الصناعة بحقٍّ. وجرى فيها على عرقٍ. وما يعقلها إلاّ العالمون.

ومن هذه الخطبة

شغل من الجنة والنار أمامه ساعٍ سريعٌ نجا وطالبٌ بطيءٌ رجا ومقصّر في النار هوى. اليمين والشمال مضلّةٌ. والطريق الوسطى هي الجادّة. عليها باقي الكتاب وآثار النبوة. ومنها منفذ السنة وإليها مصير العاقبة. هلك من ادّعى وخاب من افترى. من أبدى صفحته للحقّ هلك وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره. لا يهلك على التقوى سنخ أصلٍ. ولا يظمأ عليها زرع قومٍ. فاستتروا ببيوتكم. وأصلحوا ذات بينكم. والتوبة من ورائكم ولا يحمد حامدٌ إلاّ ربّه ولا يلم لائمٌ إلاّ نفسه.

ومن كلام له عليه السلام

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي